الخميس 2014/07/17

آخر تحديث: 18:32 (بيروت)

السفارة البنغلادشية: "مؤامرة" أو سوء معاملة؟

الخميس 2014/07/17
السفارة البنغلادشية: "مؤامرة" أو سوء معاملة؟
يؤكد محامي السفير البنغلادشي أنّ لا صحّة لأي معلومات عن احتجاز عبد الرحمن
increase حجم الخط decrease

السفارة البنغلادشية مغلقة، أمّا السبب فهو القضيّة التي أثيرت أمس الأربعاء، في شأن العامل البنغلادشي عبد الرحمن. وأبناء الجالية البنغلادشية الذين إعتصموا يوم أمس إحتجاجا على إحتجاز رفيقهم في السفارة، عادوا اليوم للإعتصام أمام السفارة المغلقة، لمعرفة مصيره.

عبد الرحمن أتى إلى لبنان منذ ثمانية أشهر، على أساس العمل في السفارة البنغلادشية كعامل تنظيفات براتب 625 دولارا، إلّا أنّه وفور وصوله إلى لبنان نقل إلى منزل السفير البنغلادشي للعمل هناك. لم يتغيّر مكان عمل عبد الرحمن فحسب، بل أيضا اختلف الراتب المتفق عليه معه. مصادر من داخل السفارة أكدّت لـ"المدن" أنّ عبد الرحمن كان يأتي لقبض راتبه من السفارة كأي عامل فيها، إلّا أن زوجة السفير كانت تمنعه من فتح المظروف حتى يصل إلى المنزل ويسلّمها إياه. ووفق المصادر نفسها، كانت زوجة السفير تقول لعبد الرحمن إنّ راتبه 300 دولار، وإنها كانت تحتفظ به بحجّة أنها ستدّخره لعبد الرحمن، الذي لم يكن يسمح له بطلب المال. "ما معو أبدا مصاري، لما كان يطلب كانت المدام تعيّط عليه، ما عندو عطلة وما كانت تعطي وقت حتى يرتاح". كذلك "المدام ما كانت تخلي يشرب مي إلا من الحنفيّة"، وفق المصادر عينها. 

ثمانية أشهر، على هذه الحال، إلى أن قرر عبد الرحمن العودة إلى بنغلادش. كتب إلى القنصل طالبا المساعدة، إلّا أن الأخير طلب منه التكلّم مع السفير أولاً. وهناك أحتجز عبد الرحمن لمدّة 7 ساعات. ونتيجة الضغط الإعلامي أفرج عنه وأعيد إلى منزل السفير مع مرافقة أمنيّة. وفي تصريح للسفير البنغلادشي، أكدّ أنه سيؤمن عودة العامل إلى بلاده خلال يومين، مستغرباً الضجة الإعلامية المفتعلة من وراء هذا الحدث الذي وصفه بـ"الشأن الداخلي".

المعلومات في شأن القضيّة متضاربة. فمحامي السفير يؤكدّ أنّ لا صحّة لأي معلومات عن احتجاز عبد الرحمن، وأنّ القضيّة مركبّة من القنصل لتشويه سمعة السفير، وأنّ الأخير قد تلقى تهديدات منذ أسبوع، وأنّ جميع المعتصمين مدسوسون من جانب القنصل نفسه وأنّ القضيّة كلها مؤامرة للإطاحة بالسفير البنغلادشي لأنّه أوقف الرشى التي كان يتقاضاها القنصل مقابل إستقدام العمال إلى لبنان. ولكن المعتصمين يتهمون السفير بالرشوى، ويؤكدون أنّ لديه سماسرة يقبضون مقابل المعاملات التي يجريها.

.. إلى منزل السفير

في منزل السفير، ينكر عبد الرحمن المعلومات التي تفيد بأنّه يلقى معاملة سيئة، ويؤكد أنّه يريد العودة إلى بنغلادش ليقضي العيد مع عائلته. ولدى سؤاله عن راتبه يجيب بأنه 625 دولارا، وبأنّه يحصل عليه دائماً، ما يتضارب مع المعلومات نفسها التي صرّح بها عبد الرحمن، أمس، لتلفزيون "الجديد"، إذ قال "أموالي سأتقاضاها مرّة واحدة". وهنا السؤال أي أموال سيتقاضاها مرة واحدة إذا كان بالفعل قد حصل على رواتبه السابقة. وأيضا لدى سؤاله عن مكان عمله فهو قد أستقدم على أساس العمل في السفارة قال إنهّ يذهب أحيانا إلى السفارة، ولكن "في المنزل العمل أفضل ومريح أكثر". وهنا أيضا يتناقض كلام عبد الرحمن مع ما قاله السفير ومحاميه في المكتب، عن أنّ مجيء عبد الرحمن للعمل في السفارة غير صحيح. فإذا كان عمله في المنزل لماذا يتقاضى راتبه من أموال السفارة؟ ولدى سؤال عبد الرحمن عن ساعات العمل وأيام العطلة إرتبك قليلاً وصمت للحظات قبل أن يجيب بأن لا ساعات محددة للعمل وفي العديد من الأحيان لا يكون هناك عمل، فيرتاح، مشيرا إلى أنّ عطلته نهار الأحد، بعكس ما أفاد رفاقه بأن ليس لديه إجازات.

يبدو واضحا أنّ المشكلة أكبر من قضيّة عبد الرحمن، فالقنصل والسفير لديهما حسابات أخرى ومعارك كثيرة. وقضيّة عبد الرحمن استغلت من جانبهما إلّا أنّها أيضا سلّطت الضوء على الكثير من الخفايا والفساد داخل السفارة.
والسؤال: هل يعقل أن يصرّح عبد الرحمن بعكس ما صرح به، وهو ما زال في منزل السفير؟

increase حجم الخط decrease