السبت 2017/07/08

آخر تحديث: 07:41 (بيروت)

جرود عرسال تنتظر ساعة الصفر: معركة التنسيق مع الأسد

السبت 2017/07/08
جرود عرسال تنتظر ساعة الصفر: معركة التنسيق مع الأسد
انتصار حزب الله.. تسجيل الهدف الكبير في مرمى خصومه (Getty)
increase حجم الخط decrease
تقرع طبول معركة جرود عرسال. يعتبر حزب الله أن المهلة التي منحها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله للمسلحين في الجرود قد انتهت. بالتالي، فكل الإشارات تتجه إلى احتمال اندلاع وشيك للمعركة في تلك المنطقة. وآخر الاشارات هي الاشتباكات التي اندلعت قبل يومين في جرود فليطة بين عناصر من الحزب وآخرين من جبهة النصرة. والإشارة الأبرز هي دخول الطيران الحربي السوري على الخطّ مجدداً عبر توجيه ضربات مركزة ومكثفة على مواقع المسلحين في الجرود.

يأتي قرع طبول المعركة، مع استنفار أمني وسياسي في لبنان بشأن ملف اللاجئين السوريين، والكلام عن أن المخيمات تحولت إلى بؤر أمنية للإرهابيين والإنتحاريين. ويستدل على ذلك من خلال ما حصل قبل أيام على إثر المداهمات الأمنية التي نفذها الجيش اللبناني في مخيمي النور والقارية، إذ تشير المصادر العسكرية إلى أن المداهمات حصلت بناء على معلومات أمنية تفيد بأن هناك إرهابيين يستعدون لتنفيذ عمليات إنتحارية في الداخل اللبناني. وتتزامن هذه المعلومات مع إصرار حزب الله على ضرورة التنسيق بين الدولة اللبنانية والنظام السوري.

سيضرب حزب الله أكثر من عصفور بحجر واحد من خلال ذلك، أولاً يكون قد حقق الهدف الذي دخل بسببه إلى الحرب السورية، وهو حماية المناطق الحدودية، وطرد المسلحين منها وإبعاد تهديدهم، وبعد الإنتهاء من المعركة فإن الحزب سيعلن الإنسحاب من الجرود وسيسلم مواقعه للجيش اللبناني، وبالتالي سيقول إنه ليس بديلاً من الجيش.

تنتظر المعركة تحديد ساعة الصفر، بعد ما فشلت كل آليات التفاوض مع المسلحين للإنسحاب نحو الشمال السوري. بالتالي، إذا لم تنجح أي مبادرة أو يُفتح أي أفق بهدف إعادة تفعيل المفاوضات وإنجازها فإن المعركة ستندلع. بموازاة استمرار الحديث عن ضرورة التنسيق بين الدولة اللبنانية والنظام السوري، بهدف بحث ملف اللاجئين، وإعادتهم إلى سوريا، وتخفيف أعبائهم عن لبنان.

لا شك في أن هذه المعركة إذا ما اندلعت ستكون معركة التنسيق مع النظام السوري والجيش السوري، ليس بالضرورة أن يكون التنسيق فعلياً أو ستترتب عنه قرارات أساسية وإستراتيجية أو إعادة العلاقات الرسمية بين لبنان وسوريا كما كانت في السابق، إنما المقصود به، هو شأن معنوي، يتعلّق بالصورة حول النظام السوري، والإعتراف اللبناني بأنه طرف أساسي في محاربة الإرهاب. بالتالي، الإقلاع عن سياسة النأي بالنفس. وهذه ستستكمل معركة الحرب على الإرهاب، والدخول في المعركة السياسية لمساندة النظام السوري.

ستستبق المعركة أي قرار سياسي لبناني بشأن التنسيق مع النظام السوري. لذلك، هي ستستند إلى مسألة الوقائع الأمنية والميدانية التي ستفرض التنسيق الأساسي مع الجيش السوري، بهدف محاصرة الإرهابيين وإطباق الخناق عليهم، ومنع تسللهم وتنفيذ مخططاتهم في لبنان. وهنا، التنسيق سيأتي في سياق أن الضرورات تبيح المحظورات، وحماية السلم والإستقرار يحتم التواصل مع كل الأطراف، والترفع عن الحسابات السياسية الضيقة.

عملياً، إن التنسيق الأمني والعسكري مع النظام السوري لم يتوقف طوال السنوات الماضية، وهذا ما فرضته الوقائع الميدانية والعسكرية، بالإضافة إلى العديد من المفاوضات التي شملت إطلاق سراح مخطوفين لبنانيين ومعتقلين في سجون النظام. بالتالي، فإن هذه المفاوضات قد تتفعل بشأن هذه الملفات، مع تمهيد لإعادة تعزيز التواصل من البوابة السياسية. ولا شك في أن حزب الله سيكسب من خلال ذلك، إثبات وجهة نظره حيال النظام، بأنه حاجة وضرورة ولا يمكن الاستغناء عنه، كما أنه سيستعجل إعلان إنتصاره، لتسجيل الهدف الكبير في مرمى خصومه.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها