لو جرت الانتخابات الاميركية في أية دولة عربية وخسر الفائز بغالبية الاصوات الرئاسة لمصلحة خصمه، لكان صوت واشنطن من أعلى الاصوات في العالم ضد التزييف الذي لحق بالعملية الانتخابية وضد تزوير الارادة الشعبية.
لو وعد اي مسؤول عربي، بطرد طائفة دينية بأكملها من بلاده، على غرار وعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بطرد الجالية المسلمة واقفال حدود أميركا في وجه المسلمين، لثارت أمم العالم على السياسي العربي، وعلى ابيه، وعلى دينه، وعلى ثقافته البربرية.
لو دعا اي عربي الى عدم التمييز في الحرب بين المقاتلين والمدنيين وقتلهم جميعا، على غرار دعوة الرئيس المنتخب ترامب، اثناء حملته الانتخابية، الى قتل عائلات الارهابيين العرب عقابا لهم “وأخذ النفط”، لاتهمت كل عواصم العالم العرب بالارهابيين بطبيعتهم وبسبب ثقافتهم الصحراوية الجاهلية القروسطوية.
لو دعا اي عربي، ثائر سوري مثلا، الى انشاء بنك معلومات مخصص للمسيحيين والعلويين وباقي الاقليات السوريين، بهدف التأكد من ولائهم لسوريا بدلا من ولائهم للحكومات المسيحية او الشيعية حول العالم، على غرار دعوة ترامب لتسجيل المسلمين في قاعدة بيانات ومراقبتهم ومراقبة دور عبادتهم، وعلى غرار ما فعل عمدة نيويورك السابق والمرشح لمنصب وزير خارجية اليوم ردي جولياني بالمسلمين الاميركيين في مدينته، لقامت الدنيا ولم تقعد على العرب المسلمين الذين يسعون لطرد مسيحيي المشرق وباقي الاقليات.. لأن المسلمين، طبعا، عدائيون بفطرتهم.
لو عين اي مسؤول عربي مستشاراً له يؤمن بتفوق العرب المسلمين على شعوب العالم ويسعى لاستبدال الحكومات بنظام حكم مخالف، على غرار مستشار ترامب ستيف بانون، العنصري الابيض الذي تم تعيينه مستشارا في البيت الابيض، والذي يؤمن بتفوق الأمة الاميركية المسيحية على كل شعوب العالم، والذي يسعى لهدم الحكومة الاميركية واستبدالها بحكم البيض المسلحين، على طريقة الكاوبوي، لثارت الدنيا في وجه العرب واتهمتهم بانهم ارهابيون يعادون مبدأ الدولة، ويكرهون النظام العالمي ومعاهدة وستفاليا للسيادة، ولاتهمت الدنيا العرب بانهم يسعون لهدم النظام العالمي وحكوماته واستبدالها بحكم الخلافة الاسلامية المستبدة.
لو صرّح اي عربي بضرورة تحريض العرب والمسلمين ضد باقي شعول العالم، وتحريك الكراهية التي بداخلهم لأن الكراهية هي محرك التغيير الاول، على غرار ما يفعل بانون الذي يسعى لتحريك كراهية البيض اليمينيين لاثارة انتفاضة داخل اليمين على اليمين الحالي الذي يراه خانعا وخاملا ومتواطئا بسبب مصالحه، لاعتبر المجتمع الدولي هؤلاء العرب وكأنهم يمثلون كل فرد عربي، وكأنهم يقولون حقيقة ما يدور في خلد كل عربي، لأن العرب ذئاب يلبسون ثياب نعاج حتى يتسنى لهم الاستيلاء على مقاليد السلطة حول العالم وتثبيت حكمهم على حساب الشعوب الاخرى.
لو حمل اي عربي لافتة تتهم اليهود، لا اسرائيل، بالسيطرة على الاعلام والمال حول العالم، على غرار ما فعل مؤيدو ترامب، الذين رفعوا لافتات اثناء اطلالاته الانتخابية الحاشدة كتبوا عليها “جو اس اي”، مستبدلين اول حرف من اسم أميركا بكلمة يهودي، لثارت البشرية على العرب العنصريين المعادين لليهود والسامية.
لو وصف اي عربي الرئيس باراك أوباما بالقرد، بسبب بشرته الداكنة، على غرار ما فعلت مسؤولة حكومية في ولاية “وست فيرجينيا” عندما وصفت السيدة الاولى ميشال أوباما بـ “القرد الذي ينتعل حذاء ذا كعب”، لسمعنا اصوات كل السياسيين في العالم، من شرقه الى غربه، وهم يدينون عنصرية العرب وتمسك العرب بالعبودية التي لم يتخلوا عنها بعد.
هذا هو الطاقم الذي يستعد لحكم أميركا. هو حفنة من البيض المسيحيين العنصريين المتطرفين الذين يكرهون كل من هو ليس منهم، والذين يحرضون البيض الآخرين على الكراهية والعداء، ويسعون لتحطيم الحكومات، بما فيها الاميركية، لتثبيت حكم الاقوى، الذي يعتقدون أنه العرق الابيض حصرا.
هذا الطاقم الاميركي الابيض لا يمثل بيض أميركا ولا مسيحييها، كما لا يمثل داعش العرب او المسلمين. لكن الطاقم الاميركي العنصري يدخل البيت الابيض ليحكم، فيما العرب والمسلمين يحاربون داعش حتى يتخلصوا منه.
فليحكم من يحكم البيت الابيض، لكن العرب سيتمسكون بحضارتهم واخلاقهم وتساميهم عن العنف والعنصرية، او حسبما قالت السيدة الاولى أوباما ونقلت عنها المرشحة الرئاسية الخاسرة هيلاري كلينتون: “عندما ينحدرون هم الى الاسفل، نصعد نحن نحو الاعلى”.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها