الخميس 2024/04/25

آخر تحديث: 12:57 (بيروت)

"ميتا" تضاعف أرباحها...واستثمارها في الذكاء الاصطناعي يقلق "وول ستريت"

الخميس 2024/04/25
"ميتا" تضاعف أرباحها...واستثمارها في الذكاء الاصطناعي يقلق "وول ستريت"
ميتافيرس (غيتي)
increase حجم الخط decrease
ضاعفت مجموعة "ميتا" صافي أرباحها في الربع الأول من السنة الجارية، لكن ارتفاع كلفة استثمارات الشركة الأم لـ"فايسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب" في مجال الذكاء الاصطناعي أثار قلق "وول ستريت".

وشهدت "ميتا" التي تحتل المرتبة الثانية في العالم في مجال الإعلان عبر الإنترنت ارتفاع مبيعاتها الربعية بنسبة 27%، لتصل إلى 36,5 مليار دولار، حققت منها أرباحاً بقيمة 12,4 مليار دولار، وكلا الرقمين فاقا التوقعات، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

لكن "ميتا" أعلنت أيضاً أن استثماراتها ستراوح بين 35 و40 مليار دولار هذه السنة، أي أكثر مما كان متوقعاً، بسبب الاحتياجات في مجال الذكاء الاصطناعي، سواء في ما يتعلق بالبنية التحتية، أو بالأبحاث والتطوير.

وأثارت المعلومة مخاوف في السوق المالية، ما أدى إلى تراجع بنسبة 16% في قيمة أسهم المجموعة خلال التداولات الإلكترونية بعد إغلاق بورصة نيويورك. وقال رئيس المجموعة مارك زوكربيرغ خلال لقاء مع المحللين: "أعتقد أن تفاؤلنا وطموحنا زادا فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي".

وأعلنت "ميتا" المتأخرة عن "غوغل" و"مايكروسوفت" في السباق المحموم لتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي ينتج النصوص والصور والمحتويات الأخرى بناءً على طلب بسيط باللغة اليومية، الأسبوع الماضي، عن نسخة محسنة من مساعدها المستند إلى الذكاء الاصطناعي "ميتا ايه آي" الذي يجيب عن أسئلة المستخدمين، على غرار "تشات جي بي تي".

وسيكون لـ"ميتا ايه آي" حضور أكثر فاعلية في منصات المجموعة وبات أكثر ذكاءً وأسرع بسبب التقدم الذي شهده نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد "للاما 3". وأكد زوكربيرغ أن الأصداء الأولى كانت إيجابية جداً، وتشجعه على الاستثمار بما يكفي "للبقاء في الطليعة" وجعل "ميتا ايه آي" مساعد الذكاء الاصطناعي "الأفضل والأكثر استخداماً في العالم".

وأضاف زوكربيرغ: "لم نعد نكتفي بتدريب نماذج ذكاء اصطناعي جيدة لبناء منتجات جديدة للشبكات الاجتماعية والتجارة الإلكترونية، بل وصلنا إلى مرحلة نظهر فيها أننا قادرون على بناء نماذج متطورة وأن نصبح الشركة الأولى في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم"، لكنه أقر بأن الأمر ربما يستغرق "سنوات" قبل أن تؤتي هذه الجهود ثمارها.

ورأت "وول ستريت" في المقابل أن تلك فترة طويلة جداً وغير مؤكدة النتائج. حتى أن بعض المحللين اقترحوا خلال اللقاء أن تنفق "ميتا" أقل في "ميتافيرس" وأن تحرر بالتالي قسماً من الأموال بحيث تخصص للذكاء الاصطناعي.

ومجدداً، سجل فرع "رياليتي لابس" المعني بتطوير الأجهزة والبرامج الخاصة بعالم "ميتافيرس" القائم على المزج بين العوالم الحقيقية والافتراضية عبر نظارات وسماعات عالية التقنية، خسائر كبيرة بلغت أكثر من 3,8 مليارات دولار. وتوقعت "ميتا" أن يزيد حجم هذه الخسائر.

و، وأكد ثقته في الإمكانات التي تنطوي عليها هذه التكنولوجيا. ورأى أن الذكاء الاصطناعي يتماشى جيداً مع المنتجات الجديدة المتربطة بـ"ميتافيرس"، وقال في هذا الصدد أن "النظارات المتصلة تعد مثالية لمساعد الذكاء الاصطناعي، لأنها تتيح له رؤية ما يراه المستخدم وسماع ما يسمعه، وبالتالي سيتوافر للمساعد كل ما يلزم لمعاونة" المستخدم.

وأطلقت المجموعة الأميركية أخيراً نظامها التشغيلي "ميتا هورايزن أو إس" لأجهزة الواقع المختلط الذي يجمع بين العناصر الحقيقية والواقعين المعزز والافتراضي، وبات مفتوحاً أمام الشركات المصنعة الأخرى.

وأبدى بعض المحللين تفاؤلاً أكبر، نظراً لنمو أعمال "ميتا" الأساسية، فالمساحات الإعلانية المتاحة لدى "ميتا" للبيع آخذة في الازدياد ومتوسط سعرها يرتفع، ما يتيح "توليد هوامش تحسد عليها، حتى لو استمرت في الاستثمار في القطاعات التي قد لا تساهم في الأرباح قبل سنوات"، حسبما رأى ماكس ويلنز من شركة "إي ماركتر".

وبحلول نهاية السنة الجارية، سيكون في وسع "ميتا" البدء ببيع الإعلانات على منصتها النصية "ثريدز" المشابهة لمنصة "إكس". وتوقع نائب رئيس شركة "فورستر" مايك برولكس أن يرضي ذلك "المعلنين الذين يرغبون في التواصل في الوقت الفعلي مع جمهورهم والذين سيكون لديهم أخيراً بديل من منصة إكس".

ولاحظت ديبرا ويليامسون من شركة "سوناتا إنسايتس" أن "ميتا" متأخرة عن الركب في مجال الذكاء الاصطناعي. ورأت أن "منصاتها توفر لها قاعدة مستخدمين ضخمة لاختبار تجارب الذكاء الاصطناعي وإجراء تقويم سريع لتلك التي ينجذب إليها مستخدموها".

وأشارت "ميتا" إلى أن 3,24 مليارات شخص يستخدمون واحدة على الأقل من خدماتها يومياً، أي بزيادة 50 مليوناً عما كان عليه عدد مستخدميها في نهاية 2023.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها