ويتداول ناشطون بكثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يصور الحادثة، ويظهر فيه الحسن أمام عدد من عناصره، في نهاية كلمة له لتتعالى صيحات الجنود بالعبارة التشبيحية الكلاسيكية "بالروح بالدم نفديك يا بشار"، فيما هتف حلوة الواقف وراء الحسن مباشرة بعبارة "بالروح بالدم نفديك سوريا"، ولم يعجب ذلك الاجتهاد الوطني الفردي الحسن على ما يبدو الذي بدأ بالصراخ في وجه حلوة: "سوريا هي بشار الأسد".
"سوريا هي الأسد"، هي المشكلة الأبدية في البلاد منذ سبعينيات القرن الماضي، عندما سيطر حافظ الأسد على السلطة محولاً الدولة إلى "مزرعة عائلية" يشكل فيها المواطنون مجموعة من الخدم في أفضل تقدير، قبل أن يورث الحكم لابنه بشار العام 2000، ووفق هذا المنطق لا يحق لأي فرد حتى لو كان شديد الموالاة مثل حلوة، أن يعبر عن حبه للبلاد خارج مفهوم الدولة الأسدية البعثية، "هذه هيا عنجهيتهم ونظرتهم سوريا تختزل بشخص ونحن عبيد عندهم" كما عبر أحد المعلقين في "فايسبوك".
وعلق ناشطون على المقطع بسخرية انطلاقاً من أغنية فيروز الشهيرة "ضاع شادي"، فيما توقف آخرون عند طريقة حركة حلوة خلال التوبيخ والذل الذي بان عليه وهو يطأطئ رأسه من دون أن يقدر على الدفاع عن نفسه ولو بالكلمات، قبل أن يصحح هتافه ليثبت أنه تجاوز الدرس وبات "مواطناً أفضل"، مستذكرين تاريخ حلوة الحافل بتمجيد العسكر والجيش، الذي لم يشفع له حتى في هذا الموقف التافه، "لتظهر قيمته الحقيقية لدى النظام في أقل من دقيقة".
وكتب أحدهم: "هتاف شادي حلوة وهو المفرط بولائه للأسد باسم سوريا أزعج سهيل الحسن ليضربه على يديه ولولا وجود الكاميرات ووظيفة شادي لربما كان اطلق عليه النار بدم بارد. المجرم سهيل يجسد في هذا المشهد القصير كل عقلية النظام. لا وجود لسوريا بدون الأسد يحرقوها يبيعوها للغرباء واللقطاء وقطاع الطرق المهم أن لاتعود سوريا لأبنائها".
وليس غريباً على الإطلاق أن تكون تعليقات موالي النظام سلبية ضد حلوة نفسه، حيث يكرس فكر الممانعة عموماً تقديس الأشخاص كرموز للوطن نفسه، فتتالى تعليقات مثل: "بيستاهل هيدا الغبي سوريا هي بشار الاسد هي محور المقاومة وانتم ياقناة الارهابيين انتظرو مسحكم عن وجه الارض"، أو "اي نعم سوريا هي بشار الاسد، وأي كلب يتصور انو سوريا صامدة بلا بشار فهو حمار. بشار هو سوريا وسوريا هي بشار".
وفي تعليقه على الحادثة كتب حلوة عبر صفحته الشخصية في "فايسبوك": لمن يحاول أن يصطاد بالماء العكر وقام بنشر فيديو لا يظهر في مضمونه إلا محبة الوطن وقائده أقول لكم لن تستطيعوا أن تنالو ماتريدون سيادة العقيد سهيل الحسن بالنسبة لي هو الاب والاخ الكبير قبل القائد العسكري افتخر واتشرف بأنني قمت بتغطية انجازاته على مدار 4 سنوات وسأستمر".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها