الأحد 2014/06/22

آخر تحديث: 14:36 (بيروت)

المونديال في سوريا.. ممنوع تشجيع الدول الداعمة للإرهاب!

الأحد 2014/06/22
المونديال في سوريا.. ممنوع تشجيع الدول الداعمة للإرهاب!
مقاتل من الجيش السوري الحر يرتدي قميص اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي
increase حجم الخط decrease
لم تمنع دوامة الحرب المستمرة في سوريا أهلها الذين مازالوا على قيد الحياة من متابعة أخبار مونديال في البرزيل، ومشاركة أكثر من مليار متابع بالمتعة الكروية، التي ينتظرها العالم كل أربع سنوات.

المونديال الذي تكسرت على أبوابه أحلام الشعب السوري مرات كثيرة في أن يمثلهم منتخبهم الوطني فيه ولو لمرة واحدة. قضى النظام على معظم اللاعبين الذين كانوا أسماءَ بارزة في الرياضة السورية. بعضهم لقوا مصرعهم، وبعضهم معتقل، وآخرون تحوّلوا إلى مقاتلين في صفوف الجيش السوري الحر.
أخبار كرة القدم، ونتائج الفرق في بطولة كأس العالم، لم تشغل السوريين كثيراً عن متابعة توثيقهم للضحايا. وكان آخرهم من الرياضيين، لاعب كرة السلة في نادي الوحدة الدمشقي، وائل كاني، الذي قضى تحت التعذيب في سجون النظام السوري، السبت، بعد عامين من الاعتقال. ليضاف اسمه إلى جانب قائمة طويلة من الرياضيين البارزين الذي قتلهم النظامن أمثال بطل المصارعة الرومانية مصطفى النكدلي، ولاعب المنتخب السوري لكرة القدم، علي ناصر، الذي قتل برصاص الاحتفال بفوز الأسد بسبع سنوات جديدة، حاكماً للبلاد.

بين الداخل والخارج، اختلفت مشاهد متابعة المونديال جذرياً لدى السوريين. فغابت كلياً، في داخل البلاد، مشاهد رفع أعلام فرق الدول المشاركة في النهائيات، جراء تعليمات أمنية صارمة تمنع رفع أي علم باستثناء علم النظام، علاوة على منع المحال التجارية من بيعها أصلاً، لما تمثله الدول المشاركة من عداء للنظام السوري، وبشكل خاص فرنسا وألمانيا، اللتين منعتا إجراء الانتخابات الرئاسية السورية على أراضيهما. ما أدى إلى حرمان مشجعي تلك الفرق من إشهار تشجيعهم لها، ولو بشكل رياضي، نتيجة الخوف من العقاب والملاحقات الأمنية.
أما السوريون خارج البلاد، فكان لهم هذا الترف، مضافاً إليه أنهم شجّعوا الفرق بناءً على موقف حكوماتها من الثورة السورية، فتمنّوا هزيمة مدويّة للمنتخب الإيراني أمام المنتخب الأرجنتيني، وهذا ما حصل فعلاً. إضافة إلى نكات عديدة أطلقوها من قبيل القول إن القنوات التلفزيونية الموالية للنظام سوف تنقل مباريات المنتخبين الروسي والإيراني.
 
من جهة ثانية، وجد الكثيرون من أصحاب المقاهي في دمشق، فرصة لإنعاش الحركة المالية لمقاهيهم،وذلك باشتراكهم في القنوات الناقلة للمباريات، وبثها عبر شاشات كبيرة للزبائن، إلا أن تلك الحركة بقيت قليلة، لاقتصارها على الأغنياء فقط، بعدما سحقت الأوضاع الاقتصادية فئة متوسطي الدخل، وضمتهم إلى فئة الفقراء.
وكان الأبرز أن حمّى المونديال دفعت أيضاً بالعديد من أصحاب دور السينما للاشتراك ببثه، وعرض مبارياته على شاشات السينما، مقابل رسم دخول يقدر بدولار واحد للشخص، مثل سينما الزهراء في دمشق، إلا أن تلك الفكرة أيضاً لم تلق قبولاً من السوريين، الذين فضلوا المتابعة من بيوتهم، ومحاولات التقاط إرسال بعض القنوات الأوروبية والتركية الناقلة للمباريات.
 
كما أن قناة الدنيا، وجدت في بطولة كأس العالم فرصة للانتقام من الدول التي تعدها مساندة للإرهاب. فقامت بكسر تشفير بث قنوات "بي ان سبورت" القطرية، صاحبة الحق الحصري في بث مباريات كأس العالم، لتبثّ المباريات مجاناً، على تردد أرضي كان بالإمكان التقاط بثه في شمال الأردن، عبر إطلاق قناة لهذا الغرض حملت اسم "سوريا المونديال".
increase حجم الخط decrease