الخميس 2014/04/24

آخر تحديث: 06:54 (بيروت)

"فيفا " تصوّب: المونديال عبر Bein Sports

الخميس 2014/04/24
"فيفا " تصوّب: المونديال عبر Bein Sports
الشبكة القطرية واصلت الإعلان عن الحدث رغم الشائعات
increase حجم الخط decrease
 حسم الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الجدل حول بثّ مباريات كأس العالم المقبلة، في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بالمجان. هذا اللغط الذي روجت له وسائل إعلام عربية، أنهته "فيفا" في بيان رسمي، مؤكدة أن بث مباريات المونديال المرتقبة في البرازيل في حزيران/يونيو المقبل، سيبقى مشفراً في البلاد العربية، ومحصور في قنوات "بي إن سبورتس" (الجزيرة الرياضية سابقاً)، وهي صاحبة حقوق النقل في المنطقة العربية وشمال إفريقيا. أما البث المجاني عبر شبكتي ZDF وARD الألمانيتين، فسيكون محصوراً في ألمانيا.
 
وتزامن هذا النفي مع نفي مماثل من قناة ZDF عبر حسابها الرسمي في "تويتر"، بعدما أغرقها المغردون العرب بأسئلتهم حول الموضوع. صرّحت الشبكة بشكل واضح بأنها ستبث مباريات البطولة الأكثر جماهيرية في العالم، في ألمانيا فقط، فيما سيكون بثها مشفراً طوال فترة المونديال عبر قمري "هوت بيرد" و"إسترا" اللذين يغطيان المنطقة.

zdf-(1).jpg
 
 القناة الألمانية تنفي عبر حسابها الرسمي في "تويتر"

وتداولت وسائل إعلام عربية، طوال الأيام القليلة الماضية، أخباراً غير صحيحة مفادها خسارة الشبكة القطرية لدعوى قضائية مستعجلة رفعتها أمام نظيرتيها الألمانيتين في محكمة العدل الأوروبية. إستندت وسائل إعلام عربية الى تصريح مزعوم، بدا هجومياً، لمدير شبكة ZDF يهاجم فيه الشبكة القطرية. وفي الخبر المتداول منذ الأحد الماضي، يقول: "إشترينا الحقوق التجارية مثلهم، هم اختاروا التشفير ونحن لا، لم نتدخل في قرارهم ولا نريد لأحد أن يتدخل في قرارنا، كرة القدم لعبة للفقراء ونحن مع الفقراء حول العالم". ولو تحقق ذلك، لتكبدت "بي إن سبورتس" خسائر فادحة تُقدّر بـ 75 مليون دولار. 
 
ربما ما كان التحقق من صحة تلك الأنباء والتصريحات ممكناً بسرعو أو حتى مهماً للإنسان العادي، لكنه في نهاية المطاف عنصر أساسي في صميم العمل الإعلامي. الكلمات الركيكة في التصريح الذي لا يحوي إسماً محدداً، بدت غير دقيقة، منذ اللحظة الأولى.. وكأنها كتبت بيد عربية غاضبة لا أكثر. كما أن المحكمة التي أقرت الحكم، بدت وهمية في أنباء لم تسمّها، ليمسي الخبر الرنان في النهاية فخاً وقعت فيه عشرات وسائل الإعلام العربية. ويكشف ذلك التداول غير الدقيق، مدى تهلهل المهنية والمصداقية أمام الرغبة الجارفة في سرعة نقل الخبر. 
 
يمكن التماس أعذار متعددة لوسائل الإعلام. وزاد في صعوبة القضية وتطورها بشكل دراماتيكي، عدم وجود أخبار رسمية من أي من الأطراف المعنية بالقضية، حتى أمس الأربعاء، واعتمدت الأنباء كلها على معلومات انتشرت بسرعة وجنون عفي شبكات التواصل الإجتماعي، قبل أن ينتقل الخبر من موقع إلكتروني إلى آخر بتقنيات السرقة المعتادة في العمل الإعلامي العربي. غير أن وسائل إعلام مرموقة، وجلّها رياضية، تداركت الموقف بمسارعتها الى تصحيح المعلومات المغلوطة بالمعلومات الجديدة فور ظهورها. وأبرز هذا الأداء نقطة التعاطي الإعلامي المتسرع كمشكلة حقيقية في الإعلام العربي الباحث عن "السبق" أو "الإثارة" والإنتشار بشكل أقرب للصحافة الصفراء.
 
لم تغب تلك النقطة عن جمهور التواصل الإجتماعي نفسه، إذ أبدى كثيرون امتعاضهم من طريقة التغطية اللامهنية المصاحبة للموضوع، مبدين خيبة أملهم في الإعلام العربي عموماً. وغرّد يزيد @BULLET_Z متهكماً على سبيل المثال: "خبر قناة ZDF طلع كذب ومسوين تقارير صحافية وقضايا، طلع كله فقش.. مدري من اللي عمل الأخبار الصحفية الي عن قطر والفقراء". وقد استند الى حملات عاطفية إنتشرت في "فايسبوك" بهاشتاغ مثل #شكراً_أحفاد_هتلر أو #مين_المسلم الذي ركز على المقارنة بين الشبكة الألمانية "العطوفة على الفقراء" والشبكة القطرية، قبل أن تنجلي الحقيقة وتحل خيبة الأمل مكان "الفرح" الذي رافق الإشاعات منذ انتشارها نهاية الأسبوع الماضي.
 
من جهة أخرى، يفتح هذا أبواب الحديث عن حقوق المشاهدة وسياسات التشفير والاحتكار للأحداث المختلفة (فنياً ورياضياً وسياسياً ..) وعلاقتها بالتمييز بين الفقراء والأغنياء في المجتمع. يتجاوز بعض الدول (بقطاعيه العام والخاص) هذه المشكلة، ببث الأحداث الرياضية محلياً بشكل مجاني، عبر شبكاتها الأرضية إلى جانب الشبكات الفضائية الكبرى مثل "Sky Sport" على سبيل المثال، وهو ما لا يتوفر في الدول العربية.. وكم كان سوريالياً وعبثياً أن تأتي المطالبة بحق المشاهدة الطبيعي للعرب على لسان ألماني (حتى لو كان مختلقاً)، وليس من أصحاب الشأن أنفسهم، خصوصاً أن كلفة مشاهدة المونديال عبر Bein Sport لن تكون خفيفة على الجيب العربي، وتبلغ في لبنان مثلاً 222 دولار للباقة، عدا جهاز الإستقبال الخاص بالقناة. 
 
increase حجم الخط decrease