الثلاثاء 2014/11/11

آخر تحديث: 13:30 (بيروت)

أزمة الغاز والكهرباء في سوريا: ليس "داعش" وحده السبب

الثلاثاء 2014/11/11
أزمة الغاز والكهرباء في سوريا: ليس "داعش" وحده السبب
السوريون يفتقدون الغاز برغم استعادة النظام للحقول من داعش (ا ف ب)
increase حجم الخط decrease


يتبادل الجيش السوري وتنظيم "داعش" السيطرة على حقول الغاز في ريف مدينة حمص. هكذا، وللمرة الثانية في غضون ثلاثة أشهر تستعيد قوات النظام حقول الغاز في المنطقة من قبضة "داعش"، ليقوم وزير النفط سليمان العباس بزيارة ميدانية إليها يعد خلالها السوريين بـ"إعادة الإنتاج بأسرع وقت"، لتخفيف حدة أزمتي الغاز والكهرباء المتفاقمتين بوتيرة غير مسبوقة.
فقد أعلن العباس، أمس الاثنين، أثناء زيارة حقل الشاعر للغاز، عن "وضع الخطط والبرامج اللازمة والتنسيق مع الكوادر العاملة في شركتي حيان وايبلا للنفط، من اجل صيانة المنشآت المتضررة جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية، في محطة الشاعر الرئيسية وحقل المهر ومحطة الغاز، وإعادة الإنتاج بأسرع وقت ممكن". وأشار العباس وفق ما نقلت عنه "وكالة الأنباء الرسمية- سانا" إلى أن "معمل غاز حيان بدأ الإنتاج بشكل تدريجي اعتبارا من مساء السبت بطاقة إنتاجية بلغت 400 ألف متر مكعب في اليوم، ووصلت حالياً إلى 4.2 مليون متر مكعب في اليوم". ولم ينس الوزير أن يبشر السوريين بأن "تزويد محطات توليد الطاقة الكهربائية بالغاز سيؤدي إلى تقليص ساعات تقنين الكهرباء".


وكانت أزمة الكهرباء قد تفاقمت نهاية الشهر الماضي، عندما سيطر "داعش" على آبار جحار والمهر وشركة حيان وحقل الشاعر للغاز بريف حمص الشرقي. وتوفر تلك الحقول أكثر من 6 ملايين متر مكعب من الغاز يومياً تستخدمها محطات توليد الكهرباء في حمص ودمشق. يقول عادل (29 عاماً) وهو من سكان العاصمة دمشق لـ "المدن": "منذ أسبوعين ارتفعت ساعات التقنين الكهربائي من نحو 6 ساعات يومياً إلى ما يتراوح بين 15-20 ساعة يومياً. وفي بعض الأيام لا نرى الكهرباء على الإطلاق". ويتسبب ذلك بمعاناة كبيرة إذ أنه و"بسبب الشح الكبير في مادتي المازوت والغاز، نعتمد على الكهرباء في التدفئة وفي طهي الطعام".
يقول أبو رفعت، وهو موظف في القطاع الحكومي، لـ"المدن": "خلال الشهر الماضي توفرت اسطوانات الغاز بصعوبة في مراكز التوزيع التابعة للحكومة أو المراكز الخاصة المتعاونة معها، وكنا نحصل على اسطوانة الغاز بزيادة 100 ليرة عن سعرها الرسمي أي بمبلغ قدره 1150 ليرة". أما بعد سيطرة "داعش" على حقول الغاز منذ نحو أسبوعين وتفاقم أزمة الغاز "بتنا نعتمد بصورة أساسية على السوق السوداء حيث يتراوح سعر الاسطوانة بين 1500-2000 ليرة سورية".
في حلب تبدو المعاناة أشد قسوة، إذ ارتفع سعر أسطوانة الغاز بحسب ناشطين من نحو 3000 ليرة سورية قبل نحو أسبوعين، لتسجل اليوم سعراً خيالياً يتراوح بين 5000-7000 ليرة بحسب كل منطقة.
لكن الواقع يقول إن سيطرة "داعش" على حقول الغاز، وإن كانت عاملاً رئيسياً في فقدان المادة وارتفاع أسعارها، غير أنها ليست العامل الوحيد على الإطلاق. إذ يقوم التجار بإحتكار اسطوانات الغاز والتوقف عن بيعها إلى حين ارتفاع الأسعار، وذلك من أجل تحقيق أرباح إضافية، "بذريعة سيطرة الإرهابيين على حقول الغاز وانقطاع المادة"، يقول أبو رفعت. ويضيف: "على سبيل المثال، في اليوم نفسه الذي أعلن فيه داعش السيطرة على حقل الشاعر للغاز قبل نحو أسبوعين، اختفت اسطوانات الغاز من مراكز التوزيع الخاصة. وفي حال حالفك الحظ ووجدت من يبيعها فستلاحظ أن سعرها ارتفع من 1200 ليرة إلى 1500 ليرة".
وكانت شائعات كثيرة انتشرت في الأيام الماضية تتحدث عن تحضير الحكومة السورية لرفع سعر أسطوانة الغاز بصورة رسمية. ما دفع وزير النفط لنفي تلك الشائعات. وهو سيناريو يتكرر في كل مرة، حيث تظهر شائعة بقرب رفع سعر أحد المشتقات النفطية، ينفيها الوزير، ثم لا تلبث أن تتحقق!

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها