مِن زمن ما بعد الانفجار، تبدو لي الانتفاضةُ حلمَ يقظة تتبدَّدت ملامحه. لستُ مُصدِّقاً أنّها انتهت، وأخشى اليومَ الذي لن أعود فيه مصدِّقاً أنّها حصلت: هذه حالةٌ نموذجيّة مِن الحِداد غير المُكتمِل.
دخلْتُ المكتبةَ مُرْتَعِباً مُتَعَرِّقَ الكَفَّيْن، عازماً على سرقة "نقد العقل المحض" لكانط. كنتُ أودّ لو ينتهي الأمرُ بلمح البصر. لو أستطيع، مثلاً، الركضَ بأقصى سرعتي نحو القسم الذي سبق أن رأيتُ فيه الكتابَ
أن فيديل ورث ما هو أثقل مِن تلك الرواية بأطنان، ولعلّ فِعْلَ "ورث" ههنا تعبيرٌ مُلَطَّف. ذلك أنه وُلِدَ شيوعيّاً مثلما يولَد امرؤٌ درزيّاً أو سنيّاً أو شيعيّاً أو مارونياً، بلّ مثلما يولَد بُنّيَّ العينَيْن أو أزرقَهما.
باتريك موديانو، الحائز نوبل للآداب2014، كاتبٌ مصابٌ بنوعٍ مِن الهوس. فهو لا ينفكّ يكتب الكتابَ عينه روايةً تلو أخرى، كما لو أنّ أعماله جميعها مجرّد تنويعاتٍ على عملٍ وحيد.
لم أحبّ يوماً العربيّة. ومع الوقت تعلّمت ألّا أكرهها. كنتُ في ما مضى، طوال سنوات إفتتاني بالفرنسيّة، أنسُبُ إلى اللغة، إلى أيّ لغة، قدرات سحرية، بل حتّى صوفيّة: كنتُ أعتقد أن الأسلوب البديع هو غاية الكتابة الرئيسة،
قد يبدو قَوْلُ ذلك غريباً عجيباً، إلا أن قصص مازن معروف القصيرة من أفضلما كُتِب عن الحرب الأهليّة اللبنانيّة. صحيح أن الكثير من النُقّاد، بل ربّما جميعهم، قد تناولوا موضوع الحرب بطريقة أو بأخرى في مُراجعاتهم لهذه القصص،
لنقُل الأمور كما هي، ببساطةٍ وذاتيّةٍ مُطلقة، بسذاجةٍ وحتى بشيءٍ من السفاهة: إن "صديقتي المُذهِلة"(*)للإيطاليّة إيلينا فيرّانتي أجملُ رواية قمتُ بمراجعتها حتّى الآن.
ثمة تفصيل مُعيَّن في "لوليتا" كفيلٌ، لو عُدِّل، بتحويل هذه الرواية إلى قصة عاطفية مبتذلة بالرغم من لغتها البديعة. إنه تفصيل لا يفتقر إلى الأهمية، بل إنه التفصيل الأهم: عمر لوليتا.
تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي
إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث