الأربعاء 2014/07/23

آخر تحديث: 08:50 (بيروت)

غزة: صوت الحرب أقوى من أي تهدئة

الأربعاء 2014/07/23
غزة: صوت الحرب أقوى من أي تهدئة
الأونروا أعلنت أن مدرسة تابعة لها في مخيم المغازي وسط قطاع غزة تعرضت إلى قصف مدفعي إسرائيلي (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

على وقع فشل كل جهود التهدئة بين غزة والاحتلال، رفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس السقف في خطاب غير مسبوق، لكنه غير كافٍ وفق الكثيرين في غزة، الذين كانوا ينتظرون إعلانه القيام بزيارتها تحت القصف لتمتين الجبهة الداخلية في القطاع.


وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاوزت كل الحدود، وانتهكت كل القوانين والأخلاق الدولية والانسانية، وشدد على أن من اقترف الجرائم بحق الشعب الفلسطيني لن يفلت من العقاب آجلاً أم عاجلاً.


وأضاف عباس أمام اجتماع للقيادة في رام الله، ليل الثلاثاء: "نحن لا نملك الطائرات والمدفعية، ولكننا نملك قوة الحق وقوة العدل، فنحن أصحاب حق تاريخي، حق عمد بالدم والتضحيات الجسام. نملك الوحدة، وان نتحلى بالمسؤولية الوطنية وان ندرك ان الهدف الرئيس هو تدمير قضيتنا الوطنية".


وطالب عباس بضرورة تجنيب القضية الفلسطينية أي تجاذبات إقليمية. وأضاف "غضبنا كبير ولن نغفر ولن نسامح ولن ينعم اي أحد في العالم بسلام ما لم ينعم به اطفال فلسطين". وأكد على أن القيادة الفلسطينية متمسكة بالوحدة الوطنية وبإنهاء الانقسام وبحكومة الوفاق الوطني قائلاً "سنواصل تحركاتنا وسنذهب لكل مكان لوقف العدوان وسنلاحق كل مرتكبي الجرائم مهما طال الزمن حتى لا تمر دون عقاب".


وفي ظل تكثيف الجهود الدبلوماسية والمساعي نحو الضغط باتجاه المبادرة المصرية، تؤكد مصادر واسعة الاطلاع لـ"المدن"، على أن السلطات المصرية ترفض -في موقف واضح كرره وزير الخارجية المصرية- بشكل مطلق أي إضافة على مبادرتها التي أعلنتها بمعزل عن الفصائل في ميدان غزة، ولوحت بتعطيل أي اتفاق لا تكون فيه طرفاً، فيما بدت حركتا "حماس" و"الجهاد" حريصتين على دورهما، رافضتين المبادرة الحالية، أو حتى إضافة ملحق لها.


وتذكر المصادر أن المخابرات المصرية أرادت إضافة ملحق للمبادرة، فرفضت الفصائل وخاصة "حماس" و"الجهاد". فحماس بالذات لديها مع الملاحق المصرية خبرة طويلة، لم يلتزم بها المصريون قبل الإسرائيليين، ولم تكن مجدية.


ووسط إصرار المقاومة على شروطها، قام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بزيارة للسعودية، موسعاً دائرة عمل الدوحة وأنقرة للوصول إلى تهدئة تحقن دماء الفلسطينيين وتساهم في إنهاء معاناتهم، غير أن إسرائيل متمسكة برفض كل ما يأتي من الدوحة وأنقرة.

في السياق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قواته ستواصل القيام بالعمليات العسكرية في قطاع غزة بدعوى "حماية المدنيين الإسرائيليين"، متجاهلاً المجازر التي قام بها جيشه في غزة.


وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي مشترك، عقده مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن أي دولة ذات سيادة كانت ستقوم بما تقوم به إسرائيل، زاعماً أن إسرائيل تبذل كل جهد مستطاع للحيلولة دون تعرض المدنيين لأذى.


أما بان كي مون، فأدان مجدداً ما وصفه "بالاعتداءات الصاروخية على إسرائيل"، ودعا إلى وضع حد لها على الفور، غير أنه دعا كافة الأطراف إلى الجلوس معاً ومناقشة المواضيع الجوهرية في مسعى للتوصل إلى سلام يعتمد على حل الدولتين والذي لا بديل له.

في المقابل، قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، عقب لقائه مع بان كي مون إن "المجتمع الدولي مطالب بتوفير حماية دولية عاجلة للشعب الفلسطيني، في ظل استمرار آلة القتل والموت والدمار الإسرائيلية، لتكون هذه الحماية هي مقدمة لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".


وطالب الحمد الله بتفعيل الجهود الدولية لدعم الحقوق الفلسطينية، وخاصة في ما يتعلق بآليات تطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بفلسطين، وتشكيل لجان تحقيق دولية في الانتهاكات والاعتداءات والمجازر التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلية، ومجموعات المستوطنين العنصرية.

على الأرض، ظل العدوان الإسرائيلي كما هو، فالقصف من البر والبحر والجو لم يتوقف، ومع اشتداده ارتفع عدد شهداء العدوان منذ بدايته إلى أكثر من 632 شهيداً، أما الجرحى فهم يقاربون الأربعة آلاف، منهم العشرات في غرف العناية المكثفة. وتقول وزارة الصحة في غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 41 مجزرة بحق عوائل فلسطينية في القطاع، استشهد خلالها 212 شهيداً معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين.

وبلغت حصيلة الشهداء ليوم الثلاثاء أكثر من 70 شهيداً، قضوا في غارات جوية نفذها طيران الاحتلال في دائرة استهداف بدت الأوسع منذ بدء العدوان، وتركزت في الأحياء الشرقية من غزة، حيث طالت التجمعات السكنية والمساجد والمرافق العامة، كما كانت إحدى مدارس الأمم المتحدة كانت هدفاً للاحتلال. وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن مدرسة تابعة لها في مخيم المغازي وسط قطاع غزة تعرضت، مساء الثلاثاء، إلى قصف مدفعي إسرائيلي. لافتة إلى أن موظفين تابعين لها كانوا داخل المدرسة أثناء تعرضها للقصف.

increase حجم الخط decrease