بعد تجديدها لمدة 24 ساعة، إنهارت السبت الهدنة التي أعلنت الأربعاء الماضي، في مدينة الزبداني بريف دمشق وبلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، بعد مفاوضات بين حركة "أحرار الشام الإسلامية"، والوفد الإيراني، وذلك بعد وصول المفاوضات بين الطرفين إلى طريق مسدود. وعادت المعارك لتندلع مجدداً، حيث نفّذ مقاتلو "جيش الفتح" قصفاً على كفريا والفوعة، ورد النظام كذلك بقصف على الزبداني بالبراميل المتفجرة، والقذائف المدفعية من الحواجز التي تحاصر المدينة.
وقالت مصادر من الزبداني لـ"المدن"، إن المفاوضات التي خاضها المكتب السياسي لحركة "أحرار الشام" بوساطة تركية مع الوفد الإيراني، كانت تشهد خلافات كثيرة في عدد من الملفات، أبرزها "مصير المقاتلين داخل الزبداني، والجرحى، والمدنيين، والمعتقلين في سجون النظام"، ولم يتوصل الطرفان إلى حل توافقي حول أي من تلك النقاط. ولفتت المصادر إلى أن عودة المعارك إلى المناطق التي يجري التفاوض عليها لا يعني انهيار المفاوضات نهائياً، وأشارت إلى أن وساطات كثيرة تجري من أجل إعادة المفاوضين إلى الطاولة وبحث الملف بشروط يمكن تنفيذها.
ونقلت وكالة "السورية نت" عن المكتب الإعلامي لحركة "أحرار الشام" قوله إن المفاوضات مع الجانب الإيراني انهارت، وهي كانت تهدف "إلى وقف العمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام وحزب الله على مدينة الزبداني في ريف دمشق، مقابل وقف ضربات قوات المعارضة وهجماتها على قريتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب". والسبب الأساسي لوقف هذه المفاوضات، وفق "أحرار الشام"، "تركيز الجانب الإيراني على سياسة إفراغ مدينة الزبداني من أهلها وإصرارهم على التغيير الديموغرافي بقصد التقسيم، إضافة إلى رفضهم الإفراج عن النساء والأطفال المعتقلين في سجون النظام".
من جهة ثانية، قال موقع "زمان الوصل" إن مجلس الشورى لـ"مجاهدي القلمون" سحب تفويض التفاوض من "أحرار الشام"، مؤكداً رفض المجلس "بشكل نهائي لكل المقترحات الإيرانية، المتعلقة بخروج آمن للمدنيين والعسكريين وتسليم أسلحتهم، منعاً لتكرار سيناريو حمص (أحياء حمص القديمة) والقصير".
في هذا السياق، صدر بيان موقع من قبل عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية في الزبداني بخصوص "الاتفاق الذي تجري صياغة تفاصيله في تركيا بين القيادة السياسية لأحرار الشام ودولة إيران المحتلة"، رفض الموقعون عليه الهدنة ضمن الشروط التي يتم تداولها، والتي تقضي بإخراج المقاتلين وأهالي الزبداني من مدينتهم. وقال البيان "لقد بات أدعى إلى الريبة انتزاع تفويض جديد بالانسحاب غير المشروط، واذاعته كبيان استسلام صادر عن أهالي الزبداني، يقدر له أن يستبق توقيع أي اتفاق مشبوه دُبِّر في ليل".
وأضاف البيان "إننا نحن أبناء الزبداني التي قاتلت، وستقاتل النظام وقوات الاحتلال الإيراني، في كل شبر، وكل بيت، لا نقبل لأي مواطن سوري أن يخرج من دياره، ولا نقبل أن نخرج من ديارنا. وكل ما نطلبه هو العيش الحر الكريم في بلدنا أو الموت بشرف دفاعاً عنها". واعتبر البيان أن النظام والميليشيات الموالية له هم من بدأوا المعارك ضد الزبداني، مطالباً بحل يحفظ "حقنا في البقاء بمنازلنا وحاراتنا وبساتيننا، التي لا نقبل تسليمها لأي كان وضمن أي صيغة".
وتابع البيان "من يريد الاستسلام أو الهروب من المعركة، أو العودة لحضن النظام، أو تشكيل إمارة خاصة به في مكان بعيد، فليفعل ذلك باسمه هو، وليس باسم أهالي الزبداني"، مؤكداً على أن أهالي الزبداني "لم ولن يفوضوا أحداً إخراجهم من ديارهم، ولن يكرروا ما حصل مع أهالي حمص".
وخاطب البيان الفريق المفاوض من حركة "أحرار الشام" بالقول "على المفوِّض والمفوَّض أن يحترم الدماء التي سالت، و الأمانة التي أعطيت له، و ليس له الحق بالتفريط في وجودنا وحقوقنا. كما أننا ندين أي تفاهم إقليمي، أو دولي مشبوه، لتقاسم الهيمنة على سوريا الجريحة".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها