الشيخ ليث البلعوث ل"المدن":السويداء تستعد لمعركة "الوجود"مع النظام

تُشير الاجتماعات المتتالية للمرجعيات الأهلية والدينية والعسكرية في السويداء، إلى أن احتمال اندلاع مواجهة عسكرية والتصعيد أمر وارد، وذلك في ظل استمرار النظام السوري بإرسال التعزيزات العسكرية، والتزام الصمت حول الأهداف منها.

وشهدت السويداء عدداً من الاجتماعات كان أبرزها الذي جمع قائد "حركة رجال الكرامة" يحيى الحجار مع الزعيم الروحي للطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري، إضافة للاجتماع الذي ضم شيخي العقل يوسف جربوع وحمود الحناوي والأمير لؤي الأطرش وزعيم آل نعيم في دارة عرى. وركّزت جميعها على هدف واحد هو بذل كل السبل لمنع التصعيد.

ويقول قائد "قوات شيخ الكرامة" الشيخ ليث البلعوس ل"المدن"، إن المرحلة القادمة في السويداء مفتوحة على كل الاحتمالات من ضمنها قيام النظام بتنفيذ عمليات اغتيال أو إقامة حواجز لتقطيع أوصال المحافظة أو تسهيل الهجوم على قرى حدودية من قبل تنظيم داعش، مشيراً إلى أن احتجاز ضباط للنظام للإفراج عن الطالب الجامعي "كسرت عظمه"، وأحد أهداف التحشيد هي لإثبات وجوده وسيطرته.

ويؤكد البلعوس أن شباب وأهالي السويداء أعدوا العدة للمواجهة العسكرية في إطار الحق المشروع بالدفاع عن النفس، لكن المحافظة لن تكون المبادرة، داعياً النظام إلى الاستفادة من دروس التاريخ حول جبل العرب وكيف كسر أعتى الحملات العسكرية من المعتدين.

ويقول: "إذا فرضت المواجهة العسكرية علينا فنحن جاهزون بكل ما للكلمة من معنى، وسيرى النظام".

من جهته، يقول قائد "تجمع أحرار جبل العرب" الشيخ سليمان عبد الباقي ل"المدن"، إن المعركة في حال اندلعت هي للدفاع عن النفس. ووصفها بأنها "معركة وجودية.. نكون أو لا نكون"، مؤكداً أنه من ضمن التعزيزات"ميلشيات إيرانية أجنبية"ما يعني أن المواجهة أمر وارد "وإلا ما المنطق من وجودها".

ويتوزع الدروز في عدد من المناطق السورية أبرزها مدن جرمانا وصحنايا والأشرفية في داخل العاصمة دمشق، فضلاً عن وجود قرى درزية بأكملها في ريف دمشق الغربي (قرى جبل الشيخ)، وهي سبق وأرسلت تعزيزات إلى السويداء لمواجهة هجوم داعش على القرى الشرقية في 2018.

وحول احتمال أن تؤازر تلك المناطق السويداء في معركتها ضد النظام، يقول عبد الباقي إن هناك "روابط دم مشتركة وسيكون الهجوم على السويداء تهديداً لأمن المنطقة كلها"، من دون أن يوضح تفاصيل أكثر حول مقصده من ذلك.

من جهته، يؤكد البلعوس أن تلك المناطق "لن تقف مكتوفة الأيدي في حال الاعتداء على السويداء"، مذكراً بأن تلك المناطق أرسلت "فزعات" لمواجهة هجوم داعش، لكنه شدد على قدرة السويداء على مواجهة النظام والميلشيات الإيرانية وحيدة وتحقيق النصر المؤكد عليه.

وعن حدود التفاوض للمطالب المحتملة التي يتحضر النظام لطرحها مقابل وقف الهجوم العسكري، والتي يتناقلها أهل السويداء وضمنها إيقاف الحراك الشعبي المناهض للأسد، يقول عبد الباقي: "الموت ولا إيقاف الحراك قبل تحقيق المطالب بإسقاط النظام الأسدي"، مشدداً كذلك على أن "لا تفاوض" ورفض إقامة حواجز عسكرية جديدة. 

بدوره، يؤكد البلعوس أن "لا تفاوض ولا مساومة على الكرامة. نحنا كسرنا القوارب ولا رجعة عن الحراك في الشارع"، معتبراً أن تاريخ النظام في المفاوضات مع السوريين يؤكد أنه غير قادر على تلبية أي مطالب و "مراوغ وكلامه في الليل يمحوه النهار".