السبت 2024/04/27

آخر تحديث: 19:29 (بيروت)

سوريا: عزل قائد "فرقة المعتصم"..بالتنسيق مع النظام السوري؟

السبت 2024/04/27
سوريا: عزل قائد "فرقة المعتصم"..بالتنسيق مع النظام السوري؟
increase حجم الخط decrease
دخلت روسيا والنظام السوري على خط اشعال الفتنة بين الفصائل المعارضة في شمال سوريا، عقب الأحداث التي عصفت داخل "فرقة المعتصم"، عندما قام قياديان من الصف الثاني بـ"حركة إصلاح" داخل الفرقة، وعزل قائدها معتصم عباس، وذلك بعد اشتباكات أصيب بها الأخير وقتل شقيقه.

وقال عمر رحمون، عراب المصالحات التي جرت برعاية روسية في حلب وشمال سوريا، في تسجيل منسوب له، إنه يتحدث إلى مدير المكتب السياسي في "فرقة المعتصم" مصطفى سيجري ويطالبه باستعجال السيطرة على قيادة الفرقة هو ومن معه خلال الفترة ما بين 18 نيسان/إبريل و1 أيار/مايو.

وحاول رحمون الذي ينسب لنفسه صفة المتحدث باسم "المصالحة السورية"، إظهار التسجيلات المسربة على أنها سبقت القيام بـ"حركة الإصلاح" كما أطلق عليها من قام بها ليل الخميس/الجمعة، حتى يوحي أن هناك تنسيقاً مشتركاً سبقها، وبالتالي إشعال الفتنة الفصائلية التي تسير على خط رفيع جداً في الوقت الحالي.

وغابت عن رحمون تفاصيل كثيرة تنفي المصداقية عما قام بتسريبه عن قصد، إذ زعم أن المقابل المادي لكل شخص يقوم بالعملية هو 10 آلاف دولار أميركي، بينما يتم الحديث عن فساد تورط به قائد "فرقة المعتصم" معتصم عباس بملايين الدولارات، وهو ما دفع قادة المجلس العسكري ومعهم سيجري للقيام بـ"حركة الإصلاح". 

كما زجّ رحمون باسم الفاروق أبو بكر، وهو قيادي في المجلس العسكري وأبرز المشاركين في العملية ومعروف وناشط في منصات التواصل الاجتماعي، بينما غاب عنه باقي الأسماء في المجلس والتي شاركت بها ومعروفة في الشمال، لكنها غير نشطة على صفحات التواصل الاجتماعي.

ويقول ناشطون لـ"المدن"، إن ما قام به رحمون هو تسريب متعمد للتسجيلات غير معدة سابقاً وسجلها على عجل، ذلك أنه أطلق وصف "الراس" على من كل قام بالعمل، ووعد بمقابل مادي، وذلك يعتبر باللهجة السورية وصفاً مهيناً لأنه يطلق لإحصاء عدد الحيوانات في الحظائر.

كما أنه لم ينشر تسجيلاً واحداً للمتحدث المفترض معه وهو مصطفى سيجري، ما يعني أنها "لعبة مفضوحة لإشعال الفتنة بين الفصائل". إضافة إلى ذلك حاول الإيحاء بأن هناك رجالاً كثر داخل الفصائل تعمل لصالح روسيا والنظام، كما زعم أن تنسيق عزل عباس كان بسبب خروجه عن تعليمات النظام وروسيا للإيحاء بأن كل الفصائل تعمل لصالحهما.

وسبق أن قام رحمون بكثير من تلك الحركات المنسقة في غرف المخابرات السورية، فتارة يدّعي وجود تنسيق بهدف تحول الفصائل والانضمام إلى الميليشيات الروسية المدعومة من موسكو باتفاق مع الاتراك، وتارة يقول إن القوات الأميركية تحضر للانسحاب من شمال شرق سوريا بالتنسيق مع روسيا، ولم يحصل أياً منها رغم مرور سنوات على تحدثه بها على الإعلام.

وعمل رحمون في بداية الثورة السورية مراسلاً تلفزيونياً لقناة عربية من حماة في عام 2012، ثم ظهر إلى جانب شقيقه القيادي الحالي في "تحرير الشام" سامي رحمون، قبل أن يظهر في 2015 كمتحدث باسم "جيش الثوار" التابع لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، وأخيراً ظهر اسمه كمفاوض عن النظام في اتفاق تهجير حلب في 2016، والذي جرى برعاية روسية.

والجمعة، علمت "المدن" أن كلاً من علاء الدين أيوب المعروف بالفاروق أبو بكر، ومحمد الضاهر المعروف بأبي إسكندر، وإبراهيم أبو العز، وجميل لالا المعروف بأبي حدو، سلموا أنفسهم للشرطة العسكرية، فيما قبضت "الجبهة الشامية" على سيجري في أعزاز.

وأتى تسليم هؤلاء لأنفسهم "حقناً للدماء" بعدما تسببت "حركة الإصلاح" كما أطلقوا عليها، بمقتل شقيق معتصم عباس خلال الاشتباكات التي سبقتها داخل مبنى الأركان في ريف مدينة مارع، إذ هدّد أقارب عباس وأهالي المدينة بالانتقام من تلك الشخصيات في حال لم يسلموا أنفسهم ويحقنوا الدماء بقطعهم الطريق على عملية اقتتال قد تحدث.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها