كانت المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة بثينة شعبان، وزميلها نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، قد "بشّرا"، قبل نحو شهرين، بدخول سوريا "ربع الساعة الأخير" من "أزمتها"، الأمر الذي سمح لموالين للنظام أن يجددوا استخدام كلمتهم الشهيرة التي كانت قد شاعت كثيراً خلال الأشهر الأولى لـ"الثورة": "خلصت!".
من جهته، لم يتأخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في رفع أسهم الأسد وتعزيز صورته باعتباره "محارباً للإرهاب" و"منتصراً عليه"، عندما خصص جزءاً كبيراً من مؤتمره الصحافي، في ختام أعمال قمة مجموعة "بريكس"، الثلاثاء، للحديث عن نجاحات الحكومة السورية في "حربها على الإرهاب"، بالتزامن مع إعلان النظام فك الحصار عن دير الزور؛ الذي وصفه بوتين بـ"النصر الاستراتيجي المهم جداً"، فضلاً عن إرساله برقية تهنئة للأسد.
وقبيل ساعات قليلة من حديث بوتين، الذي "رسم فيه ملامح مرحلة ما بعد دير الزور"، بحسب ما عنونت "روسيا اليوم"، كانت فرقاطة روسية تقصف، من شواطئ المتوسط، مواقع لـ"داعش" في ريف المحافظة، بالتزامن مع دخول القوات النظامية المدينة بغطاء جوي لسلاح الجو الروسي الذي لولاه ما استطاعت قوات النظام القادمة من ثلاثة محاور أن تحقق انتصاراً على "داعش"، فالمعروف، أن خبرة سلاح الجو السوري تقتصر على قصف طوابير المدنيين أمام أفران الخبز.
الدعم العسكري الروسي، الذي جعل من موسكو شريكة في الحرب على السوريين، سوريي الثورة على الأقل، بغض النظر عن "داعش"، لم ولن يمنع منصات المعارضة السورية، التي لم تعد تستحق صفتها، من الذهاب إلى أستانة منتصف الشهر الحالي، حيث سيجري فصل جديد من فصول "(عملية) أستانة" التي تدعمها الدوحة والرياض، بحسب ما أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، قبل أيام، في وقت يتعاظم فيه الترحيب الدولي بـ"بدعة" اتفاقات "خفض التوتر"، فضلاً عن دور الفرق العسكرية الروسية المنتشرة في أكثر من منطقة سورية لـ.."حفظ السلام".
المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، من جهته، تحدث قبل نحو أسبوع، كأي "محلل استراتيجي"، حول إمكانية هزيمة "داعش" في سوريّة خلال ثلاثة أشهر، وهو الحديث الذي جاء بعد أسابيع من تصريحاته، التي قال فيها إن الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة بشأن "الأزمة السوريّة" والتي "ستشهد انعطافة في مسارها". تجدر الإشارة إلى أن تصريحات دي ميستورا تعكس الرغبة التي باتت تتشاركها أطراف عدة، إقليمية ودولية، بإنهاء ما آل إليه الوضع في سوريا: "حرب طائشة".
كل ما سبق، قد يحوّل الحلم المفترض للأسد بزيارة خارجية قريبة، حتى وإن كانت بلا صفة رسمية، إلى حقيقة، وربما كان هذا الحلم هو الدافع الوحيد الذي يقف وراء اتصال الأسد ببعض ضباط نظامه ومسؤوليه الأمنيين في دير الزور، بعد إعلان التلفزيون الرسمي السوري عن فك حصار "الإرهابيين" عن المدينة، علماً أن "الرئيس الفريق"، القائد العام للجيش والقوات المسلحة، لم يقم، طيلة سنوات الحرب، بأية زيارة إلى جبهات القتال بزيّه العسكري، لكنه قد يفعل، قريباُ، ما هو أهم من ذلك: مغادرة سورية مطمئناً، والعودة إليها، عبر مطار دمشق.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها