شنّت المقاتلات الروسية حملة جوية عنيفة، استهدفت مناطق متفرقة من سوريا، وذلك في ما يبدو أنه انتقام لمقتل جنرال روسي كبير في ديرالزور بقصف لتنظيم "الدولة الإسلامية"، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.
ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية مقتل قائد الجيش الروسي الخامس الجنرال فاليري أسابوف. وذكرت الوزارة، في بيان، أن أسابوف الذي ترأس مجموعة المستشارين العسكريين الروس في سوريا، أصيب إثر قذيفة أطلقها مسلحو "داعش" على مركز قيادة تابع لقوات النظام السوري.
الحملة الجوية الروسية التي طالت مناطق مدنية، الاثنين، وصلت أيضاً إلى مواقع سيطرت عليها "قوات سوريا الديموقراطية" مؤخراً. واتهمت "قسد" روسيا بقصف وحداتها الموجودة في معمل "كونيكو" للغاز، بعد يومين من سيطرتها عليه، في وقت جددت فيه الطائرات الحربية الروسية غاراتها على ريف إدلب، ما أدى لسقوط عشرات الضحايا، بينما أعلنت تركيا عن نيتها، وبالتعاون مع روسيا وإيران، إنشاء منطقة "خفض توتر" في مدينة عفرين، ذات الغالبية الكردية.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم حملة "عاصفة الجزيرة" ليلى العبدالله، لوكالة "فرانس برس"، إن "روسيا قصفت بغارات جوية وقذائف هاون معمل الغاز كونيكو، حيث يتواجد عدد كبير من قواتنا"، ما أوقع "ستة جرحى في حصيلة أولية".
وأفادت العبدالله، أنه بعد القصف الروسي "نفذت طائرات سورية تابعة للنظام غارات تزامناً مع قصف بقذائف الهاون لا يزال مستمراً"، مشيرة إلى حدوث أضرار مادية جراء القصف، وأكدت العبدالله أنه "لنا حق الرد والدفاع عن النفس أمام أي قوة كانت".
ويأتي القصف بعدما تمكنت "قسد"، السبت، من السيطرة على معمل "كونيكو" للغاز، وهذه المرة الثانية التي تتهم فيها "قسد" روسيا وقوات النظام باستهدافها في ريف دير الزور الشرقي، بعد إعلانها في 16 أيلول/سبتمبر إصابة ستة مقاتلين بجروح جراء قصف سوري روسي.
على صعيد آخر، قتل عشرة مدنيين وجرح ثلاثون آخرون، بقصف جوي على مدن وبلدات في محافظة إدلب. وقال ناشطون، إن طائرات حربية يرجح أنها روسية شنت غارات على قرية "حير الصبي" في محيط مدينة الدانا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين بينهم امرأتان، وجرح ستة آخرين.
وأفاد مدير الدفاع المدني في سهل الروج معن توامي، أن امرأة قتلت وجرح ثمانية آخرون بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء بقصف جوي مماثل على قرية القنيطرة التابعة لناحية حارم، فيما قتل مدني وجرح ثلاثة آخرون بست غارات شنتها طائرات حربية على مدينة خان شيخون، كما قتلت امرأة وجرح أربعة مدنيين بقصف مشابه طال قرية معرشورين.
وفي السياق، قتلت امرأة وجرح خمسة مدنيين آخرين، بقصف جوي على محيط نبع عين الزرقا التابعة لمدينة جسر الشغور، وقال ناشطون إن طائرات حربية شنت غارات على بلدة سرمين استهدفت إحداها ناقلتي محروقات، تزامناً مع قصف مماثل على محيط مدينتي كفرنبل وسراقب، وقريتي معرزيتا وترملا وبلدات كفروما والهبيط والتمانعة، ما أسفر عن مقتل مدني في سراقب.
من جهته، قال مدير مركز الدفاع المدني في بلدة بداما، حسام ظليلو، إن طفلا قتل وجرح آخران وامرأة بقصف صاروخي لقوات النظام على البلدة من مواقعها في ريف اللاذقية، تزامنا مع قصف مدفعي على قرى وبلدات الناجي والكندة ومرعند والغسانية وكفريدين والعالية والزعينية والشاتورية، في ريف جسر الشغور.
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أن تركيا وروسيا وإيران تعمل على إقامة منطقة جديدة لخفض التوتر في منطقة عفرين في حلب، ذات الغالبية الكردية. ونقلت وكالة "الأناضول" عن يلدريم قوله، الاثنين، "نقوم الآن بخطوات مشتركة مع إيران وروسيا، من أجل إقامة منطقة خفض توتر في منطقة مدينة عفرين السورية".
وكانت تقارير صحافية كشفت في أواخر حزيران/ يونيو الماضي، أن القوات التركية أكملت تحضيراتها لإجراء عملية برية ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية في منطقة عفرين شمال سوريا، ولم يستبعد وزير الدفاع التركي السابق فكري إيشيق قيام الجيش بتنفيذ مثل هذه العملية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها