كما وصفت الوثيقة إسرائيل بأنها مشروع صهيوني "عنصري، عدواني، إحلالي، توسعي، قائم على اغتصاب حقوق الآخرين، ومعاد للشعب الفلسطيني وتطلّعاته في الحرية والتحرير والعودة وتقرير المصير".
في غضون ذلك، كشف مصدر من الحركة لـ"المدن"، أن الوثيقة خضعت للعديد من التغييرات والتعديلات في الصياغة خلال الأسبوع الأخير.
ولعل النقطة الأكثر حساسية بالنسبة للحركة، تمثلت في طريقة صياغة البند المتعلق بالقبول بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 من دون الاعتراف بإسرائيل، فهي من جهة تريد أن تكون واقعية الطرح، لاسيما وأن وثيقتها التي تشكل برنامجها السياسي مُوجهة للغرب والإقليم أكثر من الداخل الذي يكفيه ميثاقها القديم الذي أعلنته عام 1987، لكنها من جهة أخرى حريصة على عدم إظهار نفسها بأنها تسير على خطى حركة "فتح" التي رفعت شعار "المرحلية في تحرير التراب الوطني" بدلاً من "كامل التراب الوطني".
رئيس تحرير صحيفة "الرسالة" التابعة لـ"حماس" وسام عفيفي، قال لـ"المدن"، إن الحركة لا تنتظر أن يفتح المجتمع الدولي ذراعيه لها بين عشية وضحاها، وأن الحركة تؤمن بأن تأثير وأهمية هذه الوثيقة وما جاء في طياتها سيكون تراكمياً.
من جهتها، وكما كان متوقعاً، قالت حركة "فتح" إن وثيقة "حماس" الجديدة هي وثيقة مطابقة لموقف "منظمة التحرير الفلسطينية" المعلنة عام 1988. وطالبت "فتح" على لسان المتحدث باسمها أسامة القواسمي "حماس" بالاعتذار لـ"منظمة التحرير"، بعد ثلاثين عاماً من "التخوين والتكفير"، وما تسبب ذلك من انقسام حاد في الشارع الفلسطيني.
إلى ذلك، توقعت مصادر متطابقة في حركة "حماس" لـ"المدن" أن تعلن نتيجة انتخابات الحركة الداخلية الأسبوع المقبل، وذلك بعد انتخاب يحيى السنوار رئيساً للحركة في غزة، فيما تقول المصادر إن حظوظ اسماعيل هنية برئاسة المكتب السياسي هي الأكبر.
ولعل التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي لـ"حماس" ستكون التحدي الجديد للحركة، وما إذا كانت قادرة على تسويق الوثيقة والتفكير ببراغماتية باتت مطلباً إقليمياً قبل أن يكون دولياً، وبشكل يسهم بإخراج الحالة الفلسطينية من الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
"المدن" تنشر النص الكامل للوثيقة:
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها