تستمر الاشتباكات العنيفة داخل حي المنشية في درعا البلد، لليوم الثالث على التوالي، بعد إعلان غرفة عمليات "البنيان المرصوص" معركة "الموت ولا المذلة" للسيطرة على ما تبقى من الحي تحت سيطرة النظام. وتمكنت الفصائل المشاركة في العملية من السيطرة على عدد من الأبنية والكتل الاستراتيجية التي ظلّت لخمس سنوات تحت سيطرة مليشيات النظام، ومنها كتلة النجار، الحصن المنيع لها. كما أعلنت غرفة العمليات، عن تفجير مستودع ذخيرة تابع لقوات النظام داخل الحي.
ودارت اشتباكات عنيفة، صباح الثلاثاء، على جبهة المخابرات الجوية من جبهة بلدة نعيمة، ما يشير إلى توسيع نطاق المعارك بإضافة "البنيان المرصوص" محور قتال جديد خارج مدينة درعا. وشنّ الطيران الحربي غارات على بلدة النعيمة في محاولة لمنع تقدم المعارضة على جبهة المخابرات الجوية. كما شنّت طائرات النظام الحربية، وأخرى روسية، 32 غارة على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة درعا، وألقى الطيران المروحي 25 برميلاً متفجراً، بهدف وقف تقدم المعارضة في حي المنشية.
(المصدر: LM)ناشطون في مراصد الطائرات التابعة للمعارضة، قالوا لـ"المدن"، إن الطائرات الحربية لم تتوقف عن قصف المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وبشكل كثيف جداً، كما تم رصد، ولأول مرة، اتصالات "تنسيق" بين جميع الطائرت الحربية مع مراصد المطارات الاسرائيلية، و"استطعنا رصد عدد كبير من المكالمات والرسائل المتبادلة بين الطائرات الحربية والمطارات الاسرائيلية، لتنسيق جميع الطلعات الجوية في ما بينها، وسط تبادل رسائل وإشارات ورموز مشفرة، لم نتمكن من فكها".
وكانت وسائل إعلام روسية، قد أعلنت من "قاعدة حميميم العسكرية"، أن الطائرات الروسية تقدم الدعم الجوي اللازم للقوات السورية في مدينة درعا، "بعد تعرضها لهجوم قوي من مجموعات متطرفة، غير مشمولة بوقف إطلاق النار".
الناطق باسم غرفة عمليات "البنيان المرصوص" أبو شيماء، قال لـ"المدن": إن فصائل المعارضة تمكنت من "السيطرة على حاجز أبو نجيب وكتلة النجار الاستراتيجية، وهما أهم نقطتي تجمع لقوات الاسد في حي المنشية". وأضاف أن الهدف الأساس من اطلاق معركة "الموت ولا المذلة"، هو "إبعاد شبح القصف اليومي الذي لم يتوقف رغم الهدنة وعمليات وقف اطلاق النار، بالاضافة إلى قطع الطريق على قوات النظام التي تسعى للوصول والسيطرة على المعابر الحدوية مع الأردن، وتحرير آخر معاقل النظام في درعا البلد المتمثل في حي المنشية.
وقال أبو شيماء، إن "غرفة عمليات البنيان المرصوص" لم تنشأ على أساس فصائلي، ولا ذكر لأي فصيل فيها، بل هي "تجمع فصائل اتفقت على العمل تحت اسم "البنيان المرصوص". وأضاف أن غرفة العمليات "تعرضت لضغوط خارجية كبيرة من أجل ايقاف المعركة ولكنها مستمرة".
مصادر "المدن"، أكدت أن غرفة "البنيان المرصوص" تلقت اتصالات من الجانب الأردني طلب فيها وقف المعركة، من دون تقديم أي بديل للمعارضة، وتبرير ذلك بـ"ضرورة الحفاظ على العملية السياسية وبقاء الأردن كطرف ضامن للمعارضة". كما رفض الجانب الأردني إدخال جرحى المعارضة، فيما يعتقد أنه تصعيد للضغط على المعارضة لوقف عملياتها.وكانت الفصائل المعارضة قد أطلقت هجومها على حي المنشية من محاور شارع السويداء وجامع بلال والجمرك القديم، وتخلل ذلك تفجير عربتين مفخختين ونفق تحت حاجز أبو نجيب، داخل الحي.
الصحافي وليد سليمان، قال لـ"المدن"، إن النظام يحاول، منذ وقت، السيطرة على المعبر الحدودي مع الاردن، من أجل إعادة انعاش اقتصاده المتهاوي، ولذلك فقد خطّط لمعركة درعا البلد، من جهة جبهة المنشية، وبدأ بهذا المعركة منذ 4 أيام، مستخدماً القصف التمهيدي بصواريخ أرض-أرض من نوع "فيل" والبراميل المتفجرة، والغارات الجوية على المعبر والقرى المحاذية له. لذا سارعت فصائل "الجبهة الجنوبية" والثوار إلى قطع الطريق على النظام، والرد على خروقاته، بالإعلان عن بدء معركة "الموت ولا المذلة" الهادفة إلى تحرير حي المنشية.
سيطرة المعارضة على حي المنشية في درعا البلد، ستكون نقطة مفصلية للصراع المسلح في مدينة درعا. فالحي يعتبر أكبر أحياء درعا البلد وأهمها والمطل بشكل مباشر على درعا المحطة (مركز مدينة درعا) وعلى مبنى "الأمن العسكري" و"اللواء 132". تحرير المنشية يتيح للمعارضة السيطرة النارية على عدد من أحياء درعا المحطة، وربما السيطرة عليها بشكل كلي، إن هي قررت مواصلة الهجوم على باقي أحياء المدينة. واستعادة قوات النظام السيطرة على المنشية ستكون أمراً غاية الصعوبة، بسبب تضاريس المنطقة، إذ سيصبح وادي الزيدي بين درعا المحطة والمنشية، هو الفاصل بين الطرفين.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها