وباشر الطيران الحربي التركي والمدفعية التركية ضرب أهداف حُددت من قبل لمواقع التنظيم في المدينة، وبينها مصانع وورشات لتصنيع العربات المفخخة والألغام الأرضية، التي استخدمها التنظيم بشكل كبير خلال انسحابه من القرى التي تسيطر عليها "درع الفرات". وأوردت الصحافة التركية، صباح الإثنين، خبراً عن بدء العملية الكبرى في "درع الفرات"، وقامت "الوحدات الخاصة" التركية برصد أهداف "داعش" في الباب، وقصفتها الطائرات التركية.
وساهم موقع الباب المتوسط بين ريفي حلب الشمالي والشرقي، في جعلها مركزاً ومنطلقاً لإرسال العربات المفخخة والانتحاريين في هجماته. وفور وصول قوات الجيش الحر إلى أطراف الباب، باشر التنظيم في إرسال المفخخات للتصدي له. ويتوقع أن تشهد المدينة أشرس المعارك بين الجيش الحر و"الدولة الإسلامية"، نتيجة للثقل العسكري والبشري للتنظيم فيها.
وسيطرت "درع الفرات" في مرحلتها الثالثة، على قرى قبة الشيخ وقديران من المحور الشمالي الشرقي لمدينة الباب، وأصبحت على مشارف بلدة قباسين، وعلى قرى الحدث وعويلين من الجهة الشمالية للباب، وأصبحت على مسافة تقل عن 3 كيلومترات من مركز الباب. كما سيطرت على قرى سوسيان والشيخ علوان والدانا من المحور الشمالي الغربي للمدينة. وذلك في محاولة لعزل الباب، ومحاصرتها، وإجبار التنظيم على الإنسحاب منها، وقطع الطريق على "قوات سوريا الديموقراطية" من الجهتين الغربية والشرقية.
واتبعت فصائل "درع الفرات" تكتيكاً جديداً للوصول إلى مشارف مدينة الباب، من خلال عمليات تسلل ضخمة خلف نقاط التنظيم، من ثم جلب تعزيزات كبيرة وبدء هجمات مباغتة، على غرار هجمات التنظيم سابقاً في ريف حلب الشمالي. ومكّنت تلك التكتيكات العسكرية من إحراز تقدم واسع واستراتيجي خلال يومين والوصول إلى مشارف الباب.
وظهرت مقاومة غير مسبوقة لـ"الدولة الإسلامية" في محيط الباب، وفجّر التنظيم خلال أسبوع أكثر من ست سيارات مفخخة تمكن الجيش الحر من تفجير معظمها. وعدا عن أهميتها الجغرافية، وكونها مركزاً لـ"ولاية حلب" التابعة للتنظيم، فالباب هي المركز الرئيس لتصنيع العربات والسيارات المفخخة، سلاح "الدولة الإسلامية" الأقوى. ويتم تصنيع تلك المفخخات في ورشات خاصة تحت الأرض، ومن ثم نقلها إلى مناطق الاشتباكات.
وتعتبر الباب بشكل عام من المدن الصناعية التي يشتهر أبناؤها ببراعتهم في الحرف بكافة أنواعها، ما شجع التنظيم على جعلها مركز صناعاته الإرهابية، مستغلاً خبرات بعض الحرفيين فيها، من خلال إغرائهم بالمال أو تحريضهم بالبروباغندا الإعلامية والعقائدية.
وتتبع لمدينة الباب مراكز فرعية لتصنيع المفخخات، كبلدة صوران وقرية احتيمالات في ريف حلب الشمالي، واللتين سيطرت عليهما فصائل الجيش الحر في منتصف تشرين الأول/أكتوبر، وكشفت كميات كبيرة من الأدوات المستخدمة لتصنيع المفخخات.
وبعد فقدانه لبعض المراكز الفرعية في اخترين وجرابلس، وقبل ذلك في منبج، بات التنظيم يعتمد اسلوباً جديداً لنقل عرباته المفخخة من مدينة الباب إلى جبهات القتال مع قوات الجيش الحر؛ فيشحنها بعربات كبيرة تستخدم لنقل البضائع، مغطاة بشكل جيد خشية معرفتها من قبل الطيران الحربي التابع لـ"التحالف الدولي" أو تركيا.
وظهرت بشكل واضح معالم مدينة الباب في آخر إصدارات التنظيم "الباحثون عن الحياة" الذي يتحدث عن العمليات الانتحارية التي ينفذها مقاتلوه. ويتم في ورشات التنظيم في المدينة تصنيع سيارات مفخخة يقودها عناصر التنظيم ممن تعرضوا لإصابات نتيجة معارك سابقة. ويشمل ذلك تطوير وسائل قيادة المفخخات لمبتوري الأطراف أو المصابين بالشلل.
واتخذ تنظيم الدولة سلسلة من الإجراءات لتفادي قصف الطيران التركي لمواقعه من خلال اشعال الإطارات واشعال حفر تحتوي على النفط. كما نشر حواجز مكثفة داخل مدينة الباب، مع إصداره أوامر بإغلاق معظم المحال التجارية في المدينة نتيجة اقتراب المعارك من مركزها.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها