الثلاثاء 2014/04/15

آخر تحديث: 04:07 (بيروت)

بوليتزر رغم الانتقادات: سنودن قضية العام

الثلاثاء 2014/04/15
بوليتزر رغم الانتقادات: سنودن قضية العام
الكاريكاتور الفائز لكيفين سيارز من صحيفة "شارلوت أوبزرفير"
increase حجم الخط decrease
لم يكن قرار اختيار الأسماء والجهات المؤهلة لنيل جائزة "بوليتزر" للصحافة هذا العام، بالأمر السهل بالنسبة إلى اللجنة التحكيمية، التي وجدت نفسها أمام أصعب قرار يواجهها منذ سنوات طويلة. غير أنّ إعلان النتائج، الإثنين، حسم الجدل الذي أحاط بالجائزة طوال شهور عشرة، ليظهر أن اللجنة حسمت قرارها ورأت أن "تسريبات سنودن هي قضية العام"، والصحف التي أعلنت عنها تستحق جائزة "خدمة المصلحة العامة".

وفي خطوة فسّرتها الصحف العالمية بأنها "دفاع عن جهود (الموظف السابق في وكالة الأمن القومي) إدوارد سنودن"، منح مجلس جائزة "بوليتزر"،الإثنين، صحيفتي "الغارديان" و"واشنطن بوست" جائزة "الخدمة العامة" على خلفية إبلاغهما عن ممارسات "وكالة الأمن القومي" التجسسية والرقابية، وتغطيتهما لتسريبات إدوارد سنودن، ضمن تحقيقات وقصص إخبارية نشرت في الصحفيتين.

وبرأي اللجنة فإنّ "واشنطن بوست تميزت بتقاريرها الموثوقة والثاقبة"، كما أنها "ساعدت الجمهور في فهم أوسع لممارسات وكالة الأمن القومي". أمّا صحيفة "الغارديان" فهي "أثارت نقاشاً واسعاً حول العلاقة بين الحكومة والمواطنين بما يتعلق بقضايا الأمن والخصوصية"، حسبما قالت اللجنة.

من جهته، اعتبر، إدوارد سنودن، قرار اللجنة بأنه "دفاع عن قضيتنا". وفي تعليق لصحيفة "الغارديان"، قال سنودن إن "قرار اللجنة هو دفاع عن كل من يؤمن أن للجمهور دور في الحكومة. ونحن مدينون لجهود الصحافيين الشجعان وزملائهم، الذين حافظوا على العمل في مواجهة الترهيبات غير العادية، بما في ذلك التدمير القسري لموادهم الصحافية، والاستخدام غير المناسب للقوانين المتعلقة بالإرهاب، إضافة إلى الكثير من وسائل الضغط عليهم لحملهم على وقف ما بات يعترف به العالم اليوم، على أنه خدمة ضرورية للمصلحة العامة".

إلى جانب جائزة "الخدمة العامة"،منحت اللجنة عدة جوائز في مجالات صحافية أخرى لصحف أميركية محلية منها صحيفة "بوسطن غلوب"، التي نالت جائزة "تقارير الأخبار العاجلة"، حول "تغطيتها الشاملة لتفجيرات ماراثون بوسطن والمطاردات التالية التي لفّت المدينة حينها، وذلك عبر استخدامها للتصوير الفوتوغرافي ومجموعة من الادوات الرقمية لالتقاط التأثير الكامل لهذه المأساة". أما الجوائز الأخرى فتوزعت بين "التقارير الاستقصائية" و"المحلية" و"التفسيرية"، وبين جوائز "التعليق" و"النقد"و "الكاريكاتور الصحافي"  وصولاً إلى جائزتي التصوير الفوتوغرافي، اللتين حصلت عليهما صحيفة "نيويورك تايمز".

وفيما خصصت اللجنة جائزتين للتصوير الفوتوغرافي، منحت المصور الصحافي، تايلر هيكس، جائزة "تصوير الأخبار العاجلة"، لتغطيته هجوماً إرهابياً في مجمع فخم في العاصمة نيروبي في كينيا، والذي أسفر عن مقتل ستين شخصاً. أما جائزة "التصوير الفوتوغرافي التقريري"، فمنحت للمصور جوش هانر، لتصويره مراحل تحسّن أحد الناجين من تفجير "ماراثون بوسطن".

original.jpg
من صور الهجوم الإرهابي في نيروبي للمصور الصحافي الفائز تايلر هاكس

في السياق ذاته، توالت ردود الأفعال المتباينة حول نتائج جائزة "بوليتز" هذا العام، لتنعكس على تغطية الصحف لهذا الحدث. إذ عنونت صحيفة "هافنغتون بوست" الالكترونية تغطيتها بـ"تسريب العام". فيما عنونت صحيفة "بوليتيكو" تقريرها حول نتائج الجائزة بـ"جائزة إدوارد سنودن"، واعتبرت الصحيفة أنّ " تكريم المبلغين عن ممارسات وكالة الأمن القومي سينظر إليه كعمل سياسي، وأن جائزة بوليتزر فقدت هيبتها، حين اختارت الانحياز إلى جانب واحد بحجة الوطنية. لكن هذه النتيجة تدحض الأصوات البارزة التي كانت تقول إن تسريبات سنودن والكشف والإعلان عنها في الصحافة لا يشكّل خدمة للمصلحة العامة".


increase حجم الخط decrease