وأشار إلى أن المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية المباشرة تُعد تطوراً استراتيجياً من الدرجة الأولى، وله عواقب على المنطقة برمتها، وحتى خارجها، وتابع: "السؤال الذي يطرح نفسه نتيجة لذلك في السياق اللبناني ينقسم إلى قسمين، هل يعزز احتمال توسيع الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟ أم أن الأمور لن تتغير وتفضل الأطراف مواصلة حرب الاستنزاف؟".
ورأى الكاتب أن الكرة الآن أصبحت في الملعب الإسرائيلي، ومن الواضح أن الجانب اللبناني يفضل الاستمرار في المخطط الحالي لمواصلة استقطاب قوات الجيش الإسرائيلي نحو الحدود الشمالية في محاولة لمساعدة حركة "حماس"، وذلك بسبب المعارضة الداخلية في لبنان تجاه تصاعد القتال، وهذا ما عبرت عنه سلسلة طويلة من كبار اللبنانيين، من بينهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي يرى نفسه مرشحاً جديراً للرئاسة على الرغم من دعم حزب الله لفرنجية، حسب الصحيفة.
وقال الكاتب، إن هناك معضلة إسرائيلية في ما يتعلق بالتوترات مع لبنان منذ بداية الحرب، وسأل: "هل فتح جبهة أخرى سيخدم المصلحة الإسرائيلية أم سيكون عبئاً عليها؟ هل لا تزال المقاومة الأميركية للتصعيد في هذه الساحة قائمة؟ هل سيغير الهجوم الإيراني منظومة الاعتبارات الإسرائيلية؟ وإذا كان الأمر كذلك، ففي أي اتجاه؟ ولعل هذه فرصة عسكرية وربما سياسية أيضاً للاهتمام بحزب الله بشكل نهائي؟".
ويرى هراري أنه في ظل الظروف الحالية، هناك فرصة استراتيجية لاستقرار الساحة اللبنانية لصالح إسرائيل، حتى تتم تسوية الخلافات المتعلقة بالحدود البرية، والعودة إلى تطبيق القرار 1701 ولو بشكل جزئي، وهو الأمر الذي يخدم تل أبيب لأنه سيعزز السيادة اللبنانية ويسقط ورقة مهمة من "ترسانة أوراق" حزب الله لمواصلة النضال ضد إسرائيل. وشدد على أنه لا بنبغي الفهم أن الأمور ستنتهي بحدوث ذلك، ولكن هذا الأمر سيكون بمثابة خطوة على المسار السياسي، وإنجاز كبير قد يعزز "الدولة اللبنانية".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها