الجمع بين الجغرافيتين الفلسطينية واللبنانية، في لحظة الصراع اليوم، ينفتح على عنوان قديم، جديدٍ ومتجدِّد، هو عنوان الصراع "الكياني-الوجودي"، في حقبة الصراع العالمي المعاصر، على الهيمنة السياسية وعلى توفير أسباب السيطرة الاقتصادية.
طريق مزارع شبعا والغجر وباقي الأرض اللبنانية المحتلة قد يبلغ سالكه المراد... طريق القدس لم يصل كل من سلكه إلاّ إلى طاولة المفاوضات... تلك هي الحصيلة منذ عام 1948 وحتى اليوم، فهل في الحوزة حصيلة نضالية مغايرة؟!
الأداء السياسي لحماس ومن معها من فصائل مقاومة، يتجاوز واقع موازينه، يظهر ذلك من الشروط التي طرحتها حماس والفصائل في التفاوض، فهذه الشروط تعادل، في حال تنفيذها، هزيمة إسرائيل، وفشل كل عملياتها الحربية.
العيش المشترك، هو نظير للتواجد الديمغرافي المفترق، ولأن الأمر كذلك، فالتواجد يستبطن قلقاً، ويغلف تزويراً، مضمونه السعي الدائب إلى تحقيق الغلبة على "الشريك"، وإلى إدامة استلحاقه واستتباعه...
تُلقى على بساط بحثِ اليساريين، مهمّة قول رأيٍ واضحٍ في الحربِ الدائرةِ في غَزَّة كذلك تحديد المصالحَ الوطنيَّة الفلسطينيَّة في هذه اللحظة، من مَنْظُورٍ يساريٍّ، ومن موقعِ الشَرَاكَةِ الوطنيّة اللبنانيّة.
إن ميزان القوى مازال يفسح في المجال أمام سياسة مبادرة شجاعة، من شأنها أن تساهم في تدعيم الصمود البطولي في الميدان...وهذا من باب التحسّب العقلاني، الذي يستبق المفاجآت الميدانيّة.
سيكون على اللبنانيين، ولِرَدْحٍ من الزمن، أن يختاروا، بين أفراد هوامش، وأحزاب هامشية، وأن يجدّدوا البيعة من خلالهم لزعماء الطوائفيات، الذين يُؤْثِرُونَ الاحتجاب خلف براقع زاهية