الأحد 2020/06/07

آخر تحديث: 00:09 (بيروت)

ليل طرابلس: توجّسٌ من الفتنة بعد شغب قليل

الأحد 2020/06/07
ليل طرابلس: توجّسٌ من الفتنة بعد شغب قليل
شتائم في بيروت تؤجج التوتر في طرابلس (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease

مرّ سبت طرابلس، في 6 حزيران 2020، بهدوء نسبي في الشارع، مقارنة مع احتدام المواجهات في بيروت، التي أخذت طابعًا مذهبيًا ومناطقيًا، كان له انعكاسات سلبية على الشعارات التي رفعتها "ثورة 17 تشرين".

من طرابلس إلى الخندق
منذ ساعات الصباح الأولى، تجمع مئات المواطنين في ساحة النور، ورفعوا العلم اللبناني ورددوا شعارات الثورة ضدّ السلطة والحكومة والطبقة السياسية، قبل أن تتوجه عشرات الباصات إلى بيروت. ومثلما كان مقررًا، توجه المئات من أنصار اللواء أشرف ريفي و"المنتدى السياسي الاقتصادي الاجتماعي" المدعوم من بهاء الحريري، وقوى أخرى ناشطة في المدينة، إلى بيروت للمشاركة في التظاهرة المركزية، التي سرعان ما تحولت إلى ساحة للاشتباك والاستفزاز مع شباب الخندق وجمهور حزب الله وحركة أمل.

نهارًا، وبينما كانت الأنظار تتجه إلى العاصمة، كان يوم طرابلس هادئًا في الساحات، واقتصرت على بعض المسيرات. وكان أبرزها مسيرة أطفال وشبان انطلقت من ساحة النور جابت شوارع المدينة. ونفذت مجموعة متظاهرين اعتصًاما في الساحة، تزامناً مع انطلاق مجموعات المتظاهرين نحو العاصمة.
لاحقًا، تجمعت مجموعة من المتظاهرين أمام مدخل سرايا طرابلس، ورددوا هتافات ضد السلطة، كما ألقى عدد منهم الحجارة على مبنى السرايا وعناصر القوى الأمنية، الذين عملوا على إبعادهم عن المدخل.

نار الشتيمة
لكن، مع تقدّم ساعات الليل، عاد التوتر ليشتعل في طرابلس، وكان سببه ردًا على استِعار الخطاب الطائفي إثر شتم مجموعة من الخندق الغميق في بيروت للسيدة عائشة. وعلى الفور، قطع محتجون، كانوا عادوا ليلًا من تظاهرة بيروت، الطريق في ساحة النور بطرابلس، ووضعوا أجهزة صوت على منصة الساحة لاستقطاب الناس والمتظاهرين.
وبالتوازي، وقعت مواجهات أمام السرايا بين محتجين وعناصر قوى الأمن، الذين تعرضوا للرشق  بالحجارة أيضًا، ورد عناصر الأمن برشق قنابل مسيلة للدموع والرصاص المطاطي. وتزامنًا، قطع محتجون طرق البداوي والمنية والمحمرة في عكار، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية وعلى ما اعتبروه "عبارات مذهبية مسيئة". وفي ساعات متأخرة من الليل، تأججت أصوات الرصاص في سماء طرابلس وفي منطقة القبة، وألقى مجهولون قنبلة صوتية عند أوتستراد الزاهرية.
وتم استقدام تعزيزات للجيش اللبناني امام سرايا -طرابلس.

علماء طرابلس ونواب
وتوازيًا مع بيان دار الفتوى، أصدر علماء طرابلس بيانًا جاء فيه: "إننا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد نعلن تضامننا مع جميع المواطنين الذين يطالبون بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية، لكن ما رأيناه اليوم من تباشير الفتنة تطل برأسها أمر لا يقبله عاقل، وأكدوا أنّ التطاول على المرجعيات الدينية لجميع الطوائف والمذاهب مرفوض، و"أنّ السباب والشتائم العلنية للرموز والمذاهب والطوائف يؤجج الفتنة ويوصلنا لما لا تحمد عقباه". وتابع البيان: "نرجو من الجميع التعقل والحكمة والعمل لما فيه مصلحة لبنان دون الانجرار وراء حزبيات وتعصبات ضيقة وأعمال طائشة تزيد أوضاعنا سوءًا".

وكان النائب فيصل كرامي أصدر بيانًا جاء فيه: "لا يراودني اي شك بأن الهتافات والشعارات التي تعرّضت اليوم لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها لا يمكن ان تصدر عن مسلمين يعرفون دينهم وانما هي مشروع فتنة بغيضة. أناشد كل المرجعيات الروحية الاسلامية العمل سريعاً على وأدها قبل ان نقع جميعاً في المحظور".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها