تواصل قوات النظام والمليشيات الموالية لها انتشارها على طول الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، بعد الدفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى بلدات عرى والمجيمر وبرد جنوب غربي السويداء، الإثنين، بالتزامن مع احتدام المواجهات في منطقة اللجاة في الشمال الغربي مع فصائل المعارضة المسلحة.
وبدأت أرتال قوات النظام العسكرية والمليشيات بالوصول إلى السويداء منذ 18 حزيران/يونيو عن طريق دمشق-السويداء. ووصف ناشطون التعزيزات التي دخلت المحافظة بأنها الأضخم على الإطلاق منذ بداية الثورة. ويتراوح عدد الآليات والسيارات التي دفع بها النظام بين 350 و400، انتشرت في معظم المناطق التي تربط ريفي السويداء ودرعا، من قرية الصورة الكبيرة شمالاً وصولاً إلى قرية برد جنوباً على بعد 30 كيلومتراً شمالي الحدود السورية-الأردنية.
مصادر "المدن" في محافظة السويداء أكدت أن قوات النظام انتشرت في قرى ريف السويداء الشمالي وتحديداً في الصورة الكبيرة والصورة الصغيرة وحزم وذكير وخلخلة، على الجبهة المقابلة لمنطقة حوش حماد أقصى شمال شرقي اللجاة. وتمكنت قوات النظام والمليشيات من انتزاع حوش حماد من المعارضة. والقسم الأكبر من قوات النظام استقرت في مطار خلخلة العسكري، الذي قالت مصادر إعلامية في السويداء إن قائد "قوات النمر" العميد سهيل الحسن، وصل اليه أيضاً، مؤكدة أن مطار خلخلة بات غرفة عمليات للنظام خلال العمليات العسكرية الأخيرة.
في الريف الشمالي الغربي للسويداء، تمركزت قوات النظام في الفوجين 404 و405 قرب بلدة نجران، وفي قرى داما وجرين ولبين وحران والدويرة وتعارة وعريقة في منطقة اللجاة شمال غربي السويداء، على تخوم بلدات بصر الحرير والمسيكة وجدل شمال شرقي درعا الخاضعة لسيطرة المعارضة. وأحرزت مليشيات النظام خلال اليومين الماضيين تقدماً برياً من هذا المحور، وسيطرت على قرى صغيرة وتجمعات سكنية في منطقة اللجاة بينها الشياح والشومرة والبستان ودير داما. وتدور معارك كر وفر بين النظام والمعارضة في قرية جدل التي تعتبر من معاقل الجيش الحر البارزة في منطقة اللجاة.
وفي ريف السويداء الغربي توزعت قوات النظام على قرى سميع والدور والثعلة والدارة، فضلا عن انتشارها في "كتيبة الرادار" قرب بلدة الدور وداخل مطار الثعلة العسكري. وتنفذ قوات النظام من تلك المناطق قصفاً يومياً بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مناطق متفرقة مقابلة في ريف درعا الشرقي بينها بلدات الحراك وناحتة والمليحة الشرقية. ولم تنفذ قوات النظام هجوماً برياً من هذا المحور حتى اليوم، مكتفية بعمليات القصف.
ووصل رتل عسكري، مؤلف من حوالي 50 سيارة، يُقلُّ عناصر وآليات ثقيلة، وانتشر في مناطق عرى والمجيمر وبرد جنوب غربي السويداء، المتاخمة لبصرى الشام ومعربة ورخم جنوب شرقي درعا. ويبدو أن النظام سيصعد عسكريا في هذه المنطقة حلال الأيام القليلة المقبلة، لتصبح معها جميع الجبهات بين درعا والسويداء مفتوحة على العمليات العسكرية.
وتؤكد مصادر "المدن" أن القسم الأكبر من تعزيزات النظام التي وصلت السويداء هي من التشكيلات العسكرية المعروفة بـ"قوات النمر" بقيادة العميد سهيل الحسن، بالإضافة لمليشيات سورية وأجنبية بينها "لواء فاطميون" الذي ينتشر مقاتلوه في مطار الثعلة العسكري، ومليشيا "حزب الله" في قرية برد جنوب غربي السويداء.
وتشير مصادر "المدن"، استناداً لشهود عيان من المنطقة، إلى أن مقاتلين افغان ينتشرون إلى جانب قوات النظام في قرى داما وحران وجرين ولبين، إلا أنهم منخرطون بصفوف "قوات النمر" ويلبسون الزي ذاته ويحملون الشعارات ذاتها. وفي حين تشهد قرية برد المتاخمة لمدينة بصرى الشام نشاطاً لمليشيا "حزب الله" منذ العام 2015 بعد تحرير المعارضة مدينة بصرى، وقد استقدم الحزب تعزيزات إضافية، الإثنين، بالتزامن مع وصول أرتال قوات النظام للمنطقة.
وتعتبر مليشيا "صقور الرقة" السورية المنخرطة بتشكيلات "قوات النمر" من أكبر المليشيات المشاركة إلى جانب قوات النظام، وينتشر مقاتلوها على محور اللجاة شمال غربي السويداء، ووصل قسم منها مع قوات النظام إلى الريف الجنوبي الغربي. وتتواجد مليشيات "الدفاع الوطني" و"كتائب البعث" على جميع المحاور بين درعا والسويداء.
وشهد الريف الجنوبي الغربي للسويداء تصعيداً منذ الساعات الأولى لوصول تعزيزات النظام إلى المنطقة، إذ قتل مدني واحد وأصيب أخرون من بلدة عرى إثر قصف صاروخي، وتتعرض بقية قرى ريف المحافظة الغربي ومدينة السويداء لسقوط عشرات القذائف، بشكل يومي، مما يؤدي لوقوع خسائر بشرية ومادية.