الخميس 2024/09/26

آخر تحديث: 02:24 (بيروت)

مجلس الأمن يتمسك بالقرار 1701.. مفاوضات مستمرة لوقف النار

الخميس 2024/09/26
مجلس الأمن يتمسك بالقرار 1701.. مفاوضات مستمرة لوقف النار
ستتواصل المشاورات للإعلان عن المبادرة لوقف المواجهات (Getty)
increase حجم الخط decrease
جهود حثيثة بذلتها فرنسا لأجل عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي للوصول إلى صيغة قرار يمنع التصعيد بين حزب الله وإسرائيل. تزامنت الجلسة مع اتصالات فرنسية أميركية ودول أخرى في سبيل الوصول إلى تفاهم على خفض التصعيد، وسط إصرار للتوصل إلى اتفاق ديبلوماسي قبل انتهاء المرحلة الأولى من الدولة العادية للأمم المتحدة. وبحسب ما نقلت أوساط ديبلوماسية فإن الأميركيين والفرنسيين أصروا على الوصول إلى هذا التفاهم خلال أيام قليلة لإرساء هدنة لمدة 21 يوماً تفسح المجال أمام مفاوضات جدية لوقف إطلاق النار. أرادت فرنسا التقدم بمقترح لوقف النار في لبنان وفي غزة، لكن الولايات المتحدة رفضت الربط بين الملفين، كما رفضت إصدار قرار عن مجلس الأمن غير قابل للتطبيق. ستتواصل المشاورات والمساعي لأجل الإعلان عن المبادرة أو الخطّة الدولية المقترحة لوقف المواجهات ومنع اندلاع حرب واسعة في الشرق الأوسط انطلاقاً من لبنان.

وقائع الجلسة
في هذا السياق، أكد وزير خارجية فرنسا أنه لا بد من الوصول إلى تهدئة وتطبيق القرار 1701 وقال: "نعمل على وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان لمدة 21 يوماً يمهد لإنهاء كامل للأعمال القتالية، فالخطة الأميركية الفرنسية لوقف إطلاق النار المؤقت في لبنان ستعلن قريباً جداً". واعتبر أن الوضع في لبنان اليوم يمكن أن يصل إلى نقطة اللاعودة. لافتاً إلى أن لبنان لن يتمكن من التعافي إذا اندلعت حرب بين إسرائيل وحزب الله. مؤكداً أن فرنسا تدعو "كل الأطراف" إلى الانخراط "بحزم" في خفض التصعيد في لبنان.
بدوره قال نائب المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة روبرت وود: "انخرطت الولايات المتحدة في مفاوضات مع كل الأطراف لمنع حصول حرب لأن الحرب لا تصب في مصلحة أي طرف لا لبنان ولا إسرائيل. وشدد الرئيس بايدن إن الحل الديبلوماسي وتطبيق القرار 1701 هو المدخل للحل ولإعادة السكان. نعتبر أن المسارات الديبلوماسية سوف تزداد صعوبة في حال استمر التصعيد. لا يمكن لمجلس الأمن عن سبب هذا النزاع بين إسرائيل وحزب الله. فعشرات آلاف المدنيين اللبنانيين و60 ألف مدني إسرائيل نزحوا بسبب قرار حزب الله بكسر السلام والانخراط في الحرب وتجاوز قرارات مجلس الأمن. فحزب الله راكم الأسلحة، ومعظمها ورّدتها إليه إيران وذلك في معاكسة للقرار 1559 و1701. لا بد من الوصول إلى استقرار مستدام على الخط الأزرق، وما تسبب في انعدام الاستقرار هو انتشار حزب الله على هذا الخط. وأضاف المندوب الأميركي قائلاً: "نعمل مع دول أخرى على مقترح نأمل أن يفضي إلى تهدئة ويفسح المجال أمام حلّ ديبلوماسي. 
وأضاف: "حتى مع سعينا لتجنب حرب أوسع، كنا واضحين أنه يحق لإسرائيل أن تدافع عن نفسها في مواجهة تهديدات حزب الله، وخصوصاً في ظل ما نشهده من صواريخ تُطلق كل يوم على إسرائيل، ولا يمكن لأي دولة أن تتهاون مع قيام مجموعة إرهابية في إطلاق الصواريخ ضد أي دولة، أو تهدد المدنيين. ويجب أن تكفل كل الأطراف سلامة قوات اليونيفيل. ولا بد من العمل مع الشعب اللبناني لتجنب وقوع المزيد من المآسي، ولا أحد يريد تكرار تجربة حرب العام 2006". 
سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ قال: "إننا لا ندفع باتجاه الحرب لكن إذا لم يغير حزب الله سلوكه فلن يبقى أمامنا خيار سوى العسكري". وادّعى "أننا نعمل على إضعاف قدرات حزب الله بطريقة فعالة ونمنح في الوقت نفسه الفرصة للدبلوماسية". وقال: "نعمل بشكل وثيق مع الإدارة الأمريكية للتوصل إلى تهدئة تسمح بخفض التصعيد".

النداء الدولي
وأصدرت الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، نداءا مشتركاً لإرساء "وقف موقت لإطلاق النار" لمدة 21 يوما في لبنان، بحسب "فرانس برس". وقالت الدول الموقعة على البيان: "لقد حان الوقت لإبرام تسوية دبلوماسية تمكّن المدنيّين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان". أضافت: "الدبلوماسية لا يمكن أن تنجح وسط تصعيد لهذا النزاع، وبالتالي فإنّنا ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية لإفساح المجال أمام الدبلوماسية لإبرام تسوية دبلوماسية".

وحذر النداء المشترك من أنّ "الوضع بين لبنان وإسرائيل منذ 8 تشرين الأول 2023 لا يطاق، ويشكّل خطراً غير مقبول لتصعيد إقليمي أوسع، وهذا لا يصبّ في مصلحة أحد: لا في مصلحة شعب إسرائيل ولا في مصلحة شعب لبنان". ودعا "كل الأطراف، بمن فيهم حكومتا إسرائيل ولبنان، إلى تأييد وقف إطلاق النار المؤقت على الفور بما يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2735 المتعلق بوقف لإطلاق النار في غزة". وأكّدت الدول في ندائها استعدادها "لدعم كل الجهود الدبلوماسية الرامية لإبرام اتفاق بين لبنان وإسرائيل خلال هذه الفترة، بناء على الجهود التي بذلت على مدى الأشهر الماضية، لإنهاء هذه الأزمة بشكل باتّ".

وقال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك: "عملنا معاً في الأيام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف مؤقت لإطلاق النار لمنح الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنّب مزيد من التصعيد عبر الحدود"، مشيرين إلى أنّ "البيان الذي تفاوضنا عليه بات الآن يحظى بتأييد كلّ من الولايات المتّحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر". وجاء البيان بعد مباحثات مكثفة جرت على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وبعد لقاء ثنائي بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأعلن البيت الأبيض أنّ بايدن التقى ماكرون في نيويورك "لمناقشة الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله ومنع حرب أوسع نطاقاً". وكشف الرئيس الأميركي جو بايدن، "أننا حصلنا على دعم كبير من أوروبا والدول العربية لوقف إطلاق النار في لبنان لــ21 يوما". وشدد بايدن على أنه "من المهم ألا تتسع الحرب في لبنان".

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين، قولهم إن "حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لا تريد حربا واسعة وتبحث عن حل وحزب الله يريد مساحة للتنفس". من جانبها، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول في البنتاغون، قوله "إننا أبلغنا إسرائيل أن الدعم لن يكون بدون شروط"، مضيفاً "أبلغنا إسرائيل أنه لا يمكنها فتح جبهة جديدة دون أن تكون هناك عواقب". وذكر المسؤول بالبنتاغون، "أننا أبلغنا إسرائيل أن فتح جبهة جديدة ليس الطريق الأسرع لإعادة سكان الشمال". وقال مسؤول بالإدارة الأميركية، وفق الصحيفة، إن "الرئيس الأميركي جو بايدن ومساعديه بمن فيهم سوليفان وبلينكن يعملون للتوصل لحل دبلوماسي".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها