نازحتان من الجنوب: هذه الحرب أسوأ من 2006

المدن - ميديا
الخميس   2024/09/26
نازحون جنوبيون في ملجأ في بيروت (غيتي)
بعد إجلاء عائلتها من بلدة صديقين في جنوب لبنان عادت فريال محسن لإحضار بعض الأغراض، وحينها وقعت غارة جوية إسرائيلية على مقربة منها. وتقبع الآن في ملجأ في بيروت وهي تتصفح رسائل من الأصدقاء والأقارب الذين يريدون معرفة إذا نجت من الانفجار. وسألها رجل في تسجيل صوتي: "بعدك عايشة؟ سمعت أنك ميتة".

وأدى قصف إسرائيل للقرى الجنوبية في لبنان، واستهدافها ما تقول إنها مواقع مرتبطة بجماعة "حزب الله" المدعومة من إيران، إلى نزوح عشرات الآلاف مثل فريال (58 عاماً) من منازلهم، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

واعتاد سكان صديقين أمر القصف المتقطع للمنطقة القريبة من بلدتهم خلال تبادل إطلاق النار على مدى أشهر عبر الحدود والذي اندلع بالتزامن مع الحرب في قطاع غزة التي بدأت قبل عام تقريباً، لكنهم لم يكونوا مستعدين للتصعيد المفاجئ الذي حدث يوم الاثنين.

وقالت محسن أن كل الناس هربوا، بينما ساعدت هي جيرانها على الهروب لأنها بطبعها لا تخاف، وعادت لتخرج من القريبة أخيراً مع عائلتها. واصطحبت ابنتها وأحفادها إلى مدينة صور جنوبي لبنان ثم عادت إلى صديقين لإحضار متعلقاتهم، وعندها وقعت الغارة الجوية.

وأكملت محسن: "نزل الصاروخ أمامي. صُدمت". وأضافت أنها لم تتمكن من السماع أو الرؤية، وملأ الغبار المكان ما دفعها للابتعاد بسرعة.

ومع تكثيف الضربات الجوية الإسرائيلية على جنوب لبنان، وإطلاق "حزب الله" النار على أهداف في شمال إسرائيل، انضمت العائلة إلى حشد النازحين الباحثين عن ملاذ في العاصمة بيروت. وانتهى الأمر بالعائلة في الملجأ نفسه الذي لاذت به فريال خلال حرب تموز2006، وعلقت بأن الوضع اليوم أصعب بكثير.

في الملجأ ذاته، سجلت سعاد مهدي (63 عاماً) اسمها بعد فرارها من قرية القصيبة في جنوب لبنان. وقالت أن الذعر أصابهم مع بداية القصف والطيران. ومع اقتراب الضربات من القرية بعدما كانت في الحقول على أطرافها، فر سكان القصيبة. وقالت مهدي أنها لم تهتم سوى بحمل بعض الملابس والأساسيات مثل الدواء، ولم تعد تهتم بأمور مثل منزلها، لأن الخوف بات هو المسيطر.

ومع توجه سكان جنوب لبنان شمالاً، ازدحمت الطرق بحركة مرور البطيئة وتحولت رحلة تستغرق عادة ساعتين إلى رحلة تستغرق يوماً كاملاً. ولم يمنح الوصول إلى بيروت شعوراً بالسلام لمهدي لأن أجواء القصف تمتد عبر الأراضي اللبنانية بما في ذلك بيروت التي تعيش أجواء الحرب أيضاً.