الغزاويون يتعاطفون: نحن الشعب الوحيد الذي يفهم وجع اللبنانيين

المدن - ميديا
الخميس   2024/09/26
مدنيون نازحون في غزة (غيتي
فيما سوت الضربات الإسرائيلية المباني بالأرض، موقعة مئات الشهداء مع تصاعد أعمدة الدخان في سماء لبنان، عبّر أهالي غزة عن تعاطفهم وخوفهم من تأثير اتساع الحرب عليهم.

ولليوم الثالث، الأربعاء، واصلت إسرائيل غاراتها الجوية على جنوب لبنان وشرقه بشكل رئيسي، موقعةً مئات الشهداء والجرحى فيما زعمت استهداف مخابئ الأسلحة والبنية التحتية لـ"حزب الله"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

وتسبب التصعيد الكثيف بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود، في نزوح أكثر من تسعين ألف شخص من المناطق المعرضة للقصف منذ الإثنين حين قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية ما لا يقل عن 558 شخصاً في لبنان مسجلة اليوم الأكثر دموية منذ الحرب الأهلية بين العامين 1975 و1990.

وقال شادي نوافل (24عاماً) الذي دمر القصف الإسرائيلي منزله في مدينة غزة: "بصراحة، المشاهد الدامية التي نشاهدها عن الشعب اللبناني قاسية جداً. نحن في قطاع غزة الشعب الوحيد حالياً الذي يشعر مع الشعب اللبناني بالوجع الذي يعيشه".

وأتت الغارات الجوية الإسرائيلية التي لا تهدأ، بعد سلسلة هجمات بدأت الأسبوع الماضي بتفجيرات متزامنة على يومين لأجهزة اتصال يستخدمها عناصر "حزب الله" أسفرت عن استشهاد نحو 40 شخصاً وإصابة نحو ثلاثة آلاف آخرين. تلت ذلك ضربة قاتلة، الجمعة، استهدفت في الضاحية الجنوبية لبيروت القائد البارز في الحزب الله إبراهيم عقيل. وأسفرت ضربة أخرى قرب العاصمة اللبنانية، الثلاثاء، عن مقتل قائد قوات الصواريخ التابعة لـ"حزب الله" إبراهيم قبيسي.

وعلق أيمن العمريطي (42 عاماً) النازح من مدينة غزة: "الناس هنا في غزة جزء كبير منهم أصيب بالإحباط لأن قضية الحرب في قطاع غزة صارت الآن مهمشة والثقل العسكري ينتقل إلى لبنان وحتى تسليط الضوء الإعلامي على قطاع غزة أصبح ثانوياً، وهذا يزيد شهية الاحتلال لارتكاب مزيد من الجرائم".

ورغم حجم الموت والدمار الهائل في غزة، شبهت أم منذر نعيم (52 عاماً) الحرب في لبنان بما يجري في القطاع. وقالت أم منذر وهي من سكان مدينة غزة أن "الحرب على لبنان وحزب الله هي حرب مثل غزة. الناس هم الضحية، صغاراً وكباراً، والممتلكات. كل شيء مستهدف، البشر والشجر والحجر، نرى مشاهد شبيهة بما نراه في غزة والاحتلال لا يفرق في قصف البيوت والمستشفيات والطرق والمباني والأراضي".

وأضافت أم منذر: "أمنيتي أن تنتهي الحرب هنا وفي لبنان. نريد العيش بسلام وأمن واستقرار. كفى حروباً. يقولون أن الحرب على حماس وحزب الله، لكن على الأرض، الناس يموتون وتدمر الممتلكات والبيوت". وقال العمريطي كذلك أنه يأمل "أن تكون غزة جزءاً من أي تسوية مع حزب الله. هذا هو الأمل الآن الذي يتطلع اليه ابناء الشعب الفلسطيني" كي تنتهي الحرب.