شهدت مدن وبلدات الغوطة الشرقية، شرقي العاصمة دمشق، العديد من التظاهرات والتحركات الشعبية، والتي لم تخرج في هذه المرة ضد نظام الأسد فقط، بل للمطالبة بضرورة تحرك تشكيلات الغوطة العسكرية لفك الحصار المفروض عليها منذ أكثر من عامين. كما طالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين في سجون التوبة التابعة لـ"جيش الإسلام"، كما هتف الناس ضد قائد الجيش زهران علوش، وطالبوه بتحريك جبهات القتال الهادئة منذ أكثر من عام، والتحضير من أجل دخول العاصمة دمشق.
صفحة "المكتب الاعلامي لبلدة حمورية" في موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، أوردت ما قاله الناشط أبو عمر العلي، بإن "الناس في الغوطة الشرقية خرجت للتظاهر من أجل مطالب مشروعة وهي: الإعداد لتحريك الجبهات، والمطالبة بإصلاح القضاء وفصله عن العسكريين، وإطلاق سراح المعتقلين الذين لم تلوث أيديهم بالدماء فقط".
في الأثناء شهدت مدينة دوما وبلدة مسرابا، تحركات عسكرية كثيفة من قبل "جيش الإسلام". وقال الناشط عبد المنعم، لـ"المدن": "تم قطع بعض الطرق الواصلة بين مدينة دوما ومحيطها، ونصبت العديد من المتاريس، وانتشر عليها جنود تابعون لجيش الإسلام، كما اتشرت بعض الحواجز في محيط بلدة مسرابا القريبة من دوما".
وجاءت هذه التحركات العسكرية، وفق شهود من الغوطة الشرقية، على ضوء تنامي التظاهرات الشعبية في مدن الغوطة والتي سعى "جيش الاسلام" إلى فصل مدنها وبلداتها عن بعضها، من أجل عرقلة حركة المتظاهرين الذين هددوا بالخروج بمظاهرات حاشدة، الجمعة.
وفي السياق، أورد ناشطون أنباء عن مطالبة "جيش الإسلام" من المجلس التابع لبلدة حمورية، بتسليم الشبان الذين تظاهروا قبل بضعة أيام في البلدة، منددين بزهران علوش، ومطالبين بالإفراج عن ذويهم المعتقلين في سجن التوبة التابع لعلوش.
ورغم كل هذه التأويلات، حول الحراك العسكري الجديد لفصائل "جيش الاسلام"، فقد حصلت "المدن" على معلومات تفيد بإن التحركات العسكرية تأتي في سياق تحضير "جيش الإسلام" لاقتحام مقرات وحواجز أحد التشكيلات العسكرية المتواجدة في مدينة حرستا؛ "فجر الأمة"، والذي يعمل إلى جانب "الاتحاد الاسلامي لأجناد الشام".
وبحسب المصدر، فإن القائد العسكري لـ"لواء فجر الأمة" أبو خالد الزحطة، يحتكر السيطرة على معبر حرستا، والذي يعد المعبر الوحيد إلى الغوطة الشرقية. وكان الزحطة عبر اجتماع دعا إليه، في أيار/مايو 2015، قد وزّع إدارة المعبر على مجموعة من التشكيلات العسكرية على مدار الشهر بالشكل التالي: "جيش الإسلام" 5 أيام، "فجر الأمة 5 أيام، "الاتحاد الإسلامي" 3 أيام،" جبهة النصرة" 4 أيام، الفعاليات المدنية الباقية 13 يوم. إلا أن المعبر فعلياً بقي محتكراً من قبل الزحطة ولوائه، الذي وجهت له الكثير من الانتقادات من قبل الفعاليات المدنية في الغوطة، متهمة إياه بالفساد واحتكار المعبر لمصلحته الشخصية.
وتشير التحركات العسكرية التي تقوم بها فصائل "جيش الإسلام" اليوم، إلى تكرار السيناريو الذي اعتمده سابقاً، عندما قرر إلقاء القبض على مقاتلي "جيش الأمة" بقيادة أبو صبحي طه. حينها تمكن "جيش الإسلام" فعلياً من مداهمة مقرات "جيش الأمة" وإلقاء القبض على قائده أبو صبحي. وبهذا يستكمل زهران علوش قائد "جيش الإسلام" إحكام سيطرته على الغوطة الشرقية، وإحكام سيطرته على مداخل الغوطة ومخارجها، وهو ما سيعزز من سلطته على سكان الغوطة المحاصرين منذ أكثر من عامين.