الإثنين 2014/07/21

آخر تحديث: 14:46 (بيروت)

جنبلاط لـ"المدن": لقاء قهوجي لتسهيل إنتخاب رئيس

الإثنين 2014/07/21
جنبلاط لـ"المدن": لقاء قهوجي لتسهيل إنتخاب رئيس
جنبلاط ينفتح على المرشحين ويحرّك الركود (تصوير: علي علّوش)
increase حجم الخط decrease

شكّل خبر لقاء النائب وليد جنبلاط بقائد الجيش جان قهوجي في منزل صديق مشترك بينهما وهو رجل الأعمال جميل بيرم في الوردانية، صدمة قوية في الأوساط السياسية. بضع كلمات سرّبت حول حصول اللقاء ومكانه من دون ذكر أي تفاصيل، وقعت على الكثير كصاعقة سياسية. آلاف الأسئلة بدأت تطرح حول خلفيات اللقاء وتوقيته وماهيّته وما هي النتائج التي قد تبنى بعد إنعقاده، خصوصاً في ما يتعلّق بالإستحقاق الرئاسي، وإمكانية موافقة جنبلاط على إنتخاب قهوجي رئيساً في ظلّ الوضع الأمني الحالي، على الرغم أنه كان من أشد المعترضين على هذا الخيار.

كثر بدأوا بنسج السيناريوهات، البعض يعتبر أن واقعيّة جنبلاط تفرض عليه القبول بالقهوجي رئيساً في ظل الأوضاع السائدة غير المنفصلة عن التطورات الأمنية، والبعض الآخر لا يصدّق ذلك، يعتبر أن لا كيمياء تجمع بين الرجلين، وجنبلاط لا يحبّ العسكر ولا يريد إعادة إنتاج عهد عسكري جديد. أياً تكن الإستنتاجات والتحليلات والتساؤلات، كان للخبر وقع مدوّ، تصفه مصادر سياسية لـ"المدن" بأنه كرمي حجر كبير في المياه الراكدة.

يؤكد جنبلاط لـ"المدن" حصول اللقاء، بناء على دعوة صديق مشترك، مشيراً إلى أنه ليس أكثر من عشاء بينهما، ولا يحتاج إلى أي تفسير أو تأويل، ويضيف أنه جرى في خلاله عرض كل المواضيع البارزة على الساحة اللبنانية. لكن هكذا خبر له تداعيات سياسية على مختلف الأفرقاء، يرفض رئيس اللقاء الديمقراطي أي تأويل، ويؤكد أن "أهمية اللقاء تكمن فقط في أهمية إتخاذ تدابير أمنية إستثنائية في هذه الظروف الحساسة، لا سيما دعم وإستمرار التنسيق بين كل الأجهزة الأمنية من أجل حماية لبنان من أي خضة أمنية، وفي سياق التكافل الوطني لحماية لبنان بوجه موجة الإرهاب، ولمنع تدفّقه إلى الداخل اللبناني لأن الوضع لا يحتمل، فالجيش بحاجة لأقصى حدود التضامن والتأييد." وإذا ما تناول اللقاء موضوع الإستحقاق الرئاسي، يقول جنبلاط إن الوضع لا يحتمل الإستمرار في الشغور، لذلك يجب تسهيل الظروف من أجل إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.

في السياسة، هناك من يقرأ الموضوع في سياق مختلف، يأخذه بأبعاده، ويعتبر أنه رسالة بكلّ الإتجاهات، إذ إن جنبلاط يريد بهذه اللقاءات أن ينفتح على المرشّحين، ولا يريد أن يكون بعيداً عن الأسماء المتداولة. يعلم  أن الإنتخابات الرئاسية طويلة، أفق التوافق ما زال مسدوداً، لذلك تعتبر المصادر أن اللقاء يأتي في سياق تقطيع الوقت، مع توجيه رسائل و"زكزكات" في كل الإتجاهات. هي اللعبة الجنبلاطية في التكتيك السياسي، من موقعه كلاعب قوي يستدرج الجميع إلى سؤاله ومشاورته والوقوف على رأيه.

لا شكّ أن اللقاء استفز الجميع. أحد من السياسيين لم يكن يتوقّع حصول هكذا لقاء، بعد مواقف "البيك" الرافضة لإعادة إنتخاب العسكر، وقوله إن العسكر للأمن لا للسياسة. تصف المصادر هذا اللقاء بأنه "رسالة جنبلاطية أصلية من الدرجة الأولى". وفي السياق، ليس من المستبعد أن يلتقي جنبلاط في الأيام المقبلة جميع المرشّحين للرئاسة طبعاً باستثناء الإستفزازيين، أي قد يلتقي الوزير السابق جان عبيد، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهذا يأتي بالتزامن مع ما أعلنه الرئيس سعد الحريري في خطابه الأخير، أن تيار المستقبل بصدد البدء في جولة مشاوراته مع حلفائه كما مع خصومه من أجل البحث في الموضوع الرئاسي.

في تكتيكه الرئاسي، يصرّ جنبلاط على أنه أكثر الحريصين على الميثاقية، يرفض الشغور، وعليه تعود لتتعززّ نظريّة صانع الرؤساء التي أطلقت في السابق على الزعيم كمال جنبلاط، إذ من خلال هذه اللقاءات، يحتاج جميع الباحثين عن رئيس إلى طرق أبواب "بيضة القبّان". هذه اللقاءات تجعل من المختارة وكليمنصو محجّة للسياسيين، ولكن في المحصّلة فإن كل هذه اللقاءات الإنفتاحية على الجميع، تسهم في تعزيز دعم مرشّح اللقاء الديمقراطي النائب هنري حلو، إنطلاقاً من الموقع الوسطي. تقول مصادر التقدمي.

increase حجم الخط decrease