الأربعاء 2014/07/30

آخر تحديث: 14:39 (بيروت)

بري ـ جنبلاط: التمديد للبرلمان وإقصاء عون

الأربعاء 2014/07/30
بري ـ جنبلاط: التمديد للبرلمان وإقصاء عون
الحكومة أتت لتعويض غياب انتخاب رئيس جديد للجمهورية (تصوير: أحمد عاصي)
increase حجم الخط decrease

 

أيقن الجميع أن لا إنتخابات رئاسية تلوح في الأفق. المعزوفة التي أصبحت معتادة هي أن الإنتخابات "طويلة طويلة"، على ما يعلن مختلف الأفرقاء. في هذه المسلّمة الراهنة، يستمرّ الحراك الديناميكي الذي يقوم به الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط، لقاءات ومشاورات، قد تكون استثماراً جيّدا في الوقت الضائع، أو تهيئة الظروف الملائمة الى حين وصول وقت التسوية. الحرص المستميت على استمرار عمل الحكومة يؤكّد أن الحلحلة مؤجّلة، بورصة العمل الحكومي تشير إلى أن ما يجري من شدّ للحبال، ليس إلّا رسائل ردّ رئاسية.

 

في حراكهما المنسّق، يستبعد الثنائي برّي وجنبلاط النائب ميشال عون من البازار الرئاسي، يتبادلان الأدوار حول ذلك، يحاول الأخير الرد داخل الحكومة عبر تعطيلها. يعمل الثنائي على خطّين متوازيين، الأوّل هو التمديد للمجلس النيابي، والثاني البحث عن مخارج تتيح إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، يجتمعان في نظرتهما الواقعية على بعد أفق التسوية، الظروف غير ملائمة لا داخلياً ولا خارجياً.

 

تنقل أوساط الرئيس برّي عنه لـ"المدن" قوله: "منذ البدء والجميع يعلم أن الإنتخابات الرئاسية متأخرة، لذلك أتت الحكومة بشكلها الجامع لتحلّ محلّ الرئيس، وإلى الآن لم يحصل أي متغيّر على هذا الصعيد، من هنا يأتي الحرص على إنقاذ الحكومة من أي أزمة تعطيلية، وسحب فتائل التوتر منها".

 

لا تختلف رؤية جنبلاط عن رؤية صديقه اللدود، تعتبر أوساطه لـ"المدن" أن الوضع الإقليمي والدولي المتعثّر يضع لبنان في آخر سلّم الأولويات، لكن "لا بد من العمل لإحداث خرق ما في جدار الأزمة". يترجم العمل في لقاءات جنبلاط وإتصالاته، يعمل على خط عين التينة ـ حارة حريك، وبيت الوسط، لعلّ الجولات تثمر توافقاً معيّناً. عقبة واحدة تقف امام هذه التحركات مجتمعة، تشبث النائب ميشال عون في موقفه وترشّحه، وهذا ما يحبط كلّ المساعي حتّى اللحظة.

 

في المقابل، يلتقط عون إشارات حراك الثنائي الذي لا يلتقي معه، يفهم ما يحاك وما يدور، يحاول الردّ تعطيلاً في الحكومة، ومزايدة مسيحية، متمترساً خلف ترشيحه، رافضاً أي تسوية تخرجه من السباق، كذلك استبق التمديد للمجلس النيابي بالدعوة إلى إنتخابات في موعدها على أن تأتي الإنتخابات الرئاسية بعدها، هنا يحتدم الصراع ويلتقي عون نوعاً ما مع مسيحيي قوى الرابع عشر من آذار، لتتعقد الأمور أكثر فأكثر.

 

تؤكدّ مصادر جنبلاط لـ"المدن" ان السبب الأساس لعرقلة الإستحقاق الرئاسي هو تعنّت عون في موقعه، مشيرة إلى أنه لو هو فعلاً حريص على الموقع المسيحي لم يكن ليربطه بشخصه، لا بل كان بذل كلّ ما في وسعه لإنتخاب رئيس لملء الشغور. وفي ضوء الجولات الأخيرة، لا سيما لقاء جنبلاط بالسيد حسن نصرالله، تقرأ المصادر أنه عند تناول الموضوع الرئاسي طرح جنبلاط وجهة نظره حول ضرورة إنسحاب المرشحين الإستفزازيين، وفي معرض القراءة تشير المصادر إلى أن تمسّك الحزب بعون سببه عدم توافر ظروف التسوية الحقيقية، التي حين تحين بالتأكيد ستتغيّر.

 

إذاً، العمل الجدّي ينصب الآن على إنجاز تسوية التمديد للمجلس النيابي، تعتبر مصادر سياسية بارزة لـ"المدن" أن عون بالتأكيد سيقاطع الجلسة ليسجّل نقاطاً شعبوية، لكن من سيتولّى  "تنشيز" أجواء الجلسة هم مسيحيو قوى الرابع عشر من آذار، إذ قد يعلن أحد نواب القوات مثلاً أنه طالما النصاب مؤمن والمجلس بحالة إنتخابية فلتكن الجلسة لإنتخاب الرئيس ومن بعدها التمديد للمجلس النيابي. إذاً من المرجّح أن توضع جلسة التمديد مقابل إنتخاب رئيس جديد، أما بحال عدم الإستجابة لهذا المطلب، سيتمّ تطيير النصاب وبالتالي يطير الإنتخاب والتمديد. هنا تؤكّد المصادر أنه يجري العمل على تسوية معيّنة لهذا الموضوع، والإتفاق على كلّ شيء قبل الدخول إلى الهيئة العامّة.

 

increase حجم الخط decrease