عون: الإستثمار بأزمة الموصل

يعلّق النائب ميشال عون آماله الرئاسية الجديدة على أزمة المسيحيين في الموصل. ما يضرّ مسيحيي العراق يفيد مسيحيي لبنان، هكذا يقارب عون الواقع المستجد، يحاول تجيير كل شيء لصالحه، انسد الأفق أمامه حين اعتبر نفسه توافقياً، عاد إلى لغة التصعيد، والحفاظ على حقوق المسيحيين، يأبى التراجع عن ترشيحه إلى رئاسة الجمهورية، يؤكد بين أوساطه أنه مستعدّ للسباحة بعكس التيار في سبيل تحصين الحقوق والمواقع، لا يعير اهتماماً لأي نصيحة في محاولة البحث عن غيره لكرسي الرئاسة، باق في الساحة، والآن يستكمل الجزء الثاني من خطته.

في معاركه وطموحاته لا يهادن، مستعد لمعاداة الجميع، وكل التبريرات موجودة، وصل الخلاف الى بكركي، ما كان يعتبر شهر عسل بين الرابية والكنيسة المارونية، راح يتبدد مع بدء الإنتخابات الرئاسية واستمرار عون بتعطيلها حتى ما بعد الشغور. حين أعلن تشبثه بضرورة إجراء الإنتخابات النيابية قبل الرئاسية، رفض البطريرك بشارة الراعي ذلك واعتبر أن لا شيء يتقدم على استحقاق رئاسة الجمهورية، استعر الخلاف، شنّ نواب عون هجوماً عنيفاً على الراعي، مطالبين اياه بعدم التعاطي في السياسة، آخر دعاه إلى الذهاب إلى الموصل بدلاً من التلهّي بإنتخاب رئيس.

يرى عون في مأساة الموصل حبل خلاص جديد له، تشير مصادر مقربة منه لـ"المدن" إلى أن نظرة عون لما يجري في الموصل، هو انه استكمال للقضاء على الوجود المسيحي في الشرق، لذلك يجب مواجهة ذلك بالبقاء، وبتحصين المسيحيين وحقوقهم ووجودهم، من هنا يغمز بين محادثيه من هذه القناة، يقول بثقة الى مجالسيه: "حماية المسيحيين تبدأ من لبنان، من حماية الوجود المسيحي فيه لأنه أساس التعاون، وهذا لا يحصل ما لم يتم إجراء تعديلات دستورية جوهرية تعزز من مواقع المسيحيين في الدولة بدءا بقانون الإنتخاب وصولاً إلى كل المرافق".

يعتبر عون أن الأحداث العراقية تعيده إلى الواجهة الرئاسية، يشير إلى أنه الوحيد القادر على تمثيل المسيحيين بشكل حقيقي، لذلك ولمواجهة تهجير مسيحيي الموصل، يجب إنتخابه رئيساً للجمهورية. تفيد مصادره "المدن" أنه بصدد العمل على كتابة رسالة تعبّر عن آراء المسيحيين وحاجياتهم ومتطلباتهم، وسترسل إلى جميع الدول المؤثرة، للدفع في اتجاه حماية المسيحيين عبر انتخابه رئيساً.

يرفض أي حديث عن تسوية رئاسية تستثنيه من المعادلة، يضحك حين يسأله أحد عن الآراء التي تقول إنه لا بد من رئيس توافقي غير استفزازي، ويقول: "لا أحد غيري، والإنتخابات النيابية هي التي ستحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية، ونحن سنكتسحها".

يغالي في بعض أحلامه. فيما يراهن هو على إنتخابات نيابية، يتّجه مجلس النواب إلى التمديد لنفسه، لا شيء يشير إلى إنتخاب رئيس في المدى المنظور، وهو متمسك بموقفه المستند إلى دعم حزب الله له، هذا التمسك تنسفه شخصية سياسية بارزة لـ"المدن" بأن حزب الله يعلن تمسكه بدعم عون طالما اللحظة ليست لحظة تسوية رئاسية، وحين تنضج ظروفها سيكون الرئيس على شاكلة الحكومة.