الثلاثاء 2016/03/15

آخر تحديث: 19:09 (بيروت)

ترقبوا خطاب نصر الله لرفع معنويات الروس!

الثلاثاء 2016/03/15
ترقبوا خطاب نصر الله لرفع معنويات الروس!
عكست تغريدات الموالين تخبطاً سياسياً (غيتي)
increase حجم الخط decrease

أتى القرار الروسي بسحب القوات العسكرية من سوريا، مفاجئاً للناشطين عبر السوشيال ميديا، فتخبطت ردود الفعل حوله رغم ورودها في هاشتاغات محددة. ففيما رأى البعض أن #‏روسيا_تنهزم أو أن #روسيا_تتخلى_عن_الأسد، رأى آخرون في الانسحاب، مناورة ديبلوماسية ذكية أو ضغطاً على النظام لإيجاد حل سلمي في البلاد، لحد اعتباره نصراً إلهياً تحقق فجأة.

لكن التخبط في الآراء لا يبدو بتلك الأهمية أمام كثافة المشاركات وتنوعها، خصوصاً أن السوريين تفاعلوا سابقاً بشكل خجول مع أحداث سياسية سابقة ومهمة. وعليه، كان الحدث نفسه هو بطل اللحظة وليس التفاعل معه. فالانسحاب الروسي الذي لم يتم التمهيد له إعلامياً، أجبر الجميع على الإدلاء برأيه بعفوية وانفعالية دون كثير من التفكير وتنميق الكلمات، وبشيء من العشوائية والضحالة أحياناً.

#بوتين_ينسحب_من_سوريا هو أبرز الوسوم (هاشتاغ) التي انتشرت في "تويتر" إلى حد وصوله إلى راس لائحة الأكثر تداولاً على المستوى العالمي. وتحول الجدل عبرها إلى منصة آراء تتفاوت بين العقلانية والعاطفية، وإن كانت انفعالية، بحسب الموقف السياسي للشخص نفسه.

كثيرون من المتابعين شككوا في جدية الانسحاب الذي يرجح كونه "مناورة سياسية" تحاول من خلالها موسكو الضغط على الأطراف كافة في البلاد بانتظار تحقيق انجازات سياسية لاحقاً، فكتب أحدهم محاولاً تحليل الموقف: "انسحاب تكتيكي خادع له ما بعده على المسرح السوري مع فاصل استعراضي للجولاني وداعش والأكراد ضد ثورة الشام ثم يعود الروس".. بينما كتب آخر: "ألاعيب الروس لا تنتهي والله يستر من اتفاقهم مع الأميركان.. والعرب هم الضحية كالعادة".

من جهة أخرى، عبّر بعض المتفاعلين عن فرحتهم بالخبر بصرف النظر عن تبعاته السياسية والميدانية: "أي إنسحاب عسكري وسط الحروب يعتبر هزيمة مذلة مهما كانت التبريرات"، فيما كان فرح البعض الآخر نابعاً من أسباب إنسانية، مردها إلى مساهمة التدخل العسكري الروسي طوال الأشهر الماضية بقتل عدد كبير من المدنيين، واستخدم البعض هاشتاغ #لن_ننسى كتعبير عن عدم تغير آرائهم من "آلة القتل الروسية" سواء انسحبت أم لا.

في سياق متصل، ربط كثيرون من المغردين الانسحاب الروسي بمناورات #رعد_الشمال العسكرية التي أجرتها المملكة العربية السعودية على أراضيها بمشاركة مجموعة دول إسلامية. وكتب أحد المغردين العرب في "تويتر":  #بوتين_ينسحب_من_سوريا يقال اسباب مالية، حُققت الاهداف، العجيب لم تظهر الا بعد #رعد_الشمال".

وعلى الرغم من أن السخرية من #الاحتلال_الروسي لم تتوقف طوال الأشهر الماضية، إلا أن حدتها زادت بإعلان الانسحاب من البلاد، فنشطت عدة وسوم ساخرة أبرزها #الهريبه_ثلثي_المراجل و#الإنسحاب_التكتيكي  الذي حاكى به الناشطون عبارة إعلام النظام الشهيرة التي يرددها عند سقوط أي مدينة بيد قوات المعارضة. وكتب أحدهم: "ترقبوا خطاب قريب لنصرالله لرفع معنويات #الروس".

وفي "فايسبوك"، أطلق ناشطون حملة ‫#‏الكلب_يقطع_ذيله "احتفالاً بخبر انسحاب القوات الروسية من سوري"، وذلك بترويج من صفحات ثورية معروفة (شبكة الثورة السورية، هاشتاغ الثورة..) فيما تناقل الناشطون آخر عبارات ‫#‏أبوعلي_بوتين الساخرة قبل الانسحاب من البلاد، وهو الاسم الذي يسخر به السوريون من التحالف بين بوتين والأسد.

الموالون لحركات إسلامية متطرفة في البلاد، استخدموا هاشتاغات خاصة بهم أبرزها #الروس_يفرون_من_الشام، الذين وصفوا الانسحاب الروسي بـ "النصر الإلهي للمجاهدين"، حتى أن بعضهم أعاد إحياء هاشتاغ قديم هو #بوتين_يلطم، وغرد أحدهم مستذكراً العداء القديم بين "القاعدة" وروسيا: "روسيا كسر ظهرها بأفغانستان الإسلام.. وبشام الإسلام مقتلها إستراتيجياً..  إنها شام الإسلام يا روسيا الأرثوذكسية الصليبية".

في المقابل، عكست تغريدات الموالين تخبطاً سياسياً، ورأى الموالون عموماً أن الانسحاب الروسي هو "دليل على انتصار الجيش العربي السوري مع حلفائه في تحقيق أهدافه طوال الفترة الماضية".

إلى ذلك استخدمت الصفحات المؤيدة هاشتاغات مثل #‏وزارة_الدفاع_الروسية لنقل الأنباء، و‫#‏بوتين_الأسد  للإشارة الى أن سحب القوات الروسية لا يعني فك العلاقة بين النظام وحليفه الروسي، وانتشرت عبارات تقلل من أهمية الانسحاب الروسي مثل "الغارات السورية كافية ووافية لمن يراوده الخوف والجيش العربي السوري بالمرصاد".. أو "الجيش العربي السوري صرلو 5 سنوات حرب وكفاح ضد اكبر هجمة عرفتها الحروب بالعالم وهو صامد شامخ جبار لا تضيعو حقو بلحظة. روسيا دولة صديقة وعرفت ايمت تدخل وايمت تطلع وماقصرت معنا وساندت جيشنا البطل".

السخرية المضاعفة من الآخر كأحد أبرز معالم الشرخ السوري - السوري عادت لتظهر، إثر الانسحاب الروسي، فظهرت في "تويتر" عدة نكات على تجمع "صبايا العطاء" الخيري، فيما مالت بعض الصفحات في "فايسبوك" لأساليب الدعاية بتحقير الطرف الأخر، وأبرزها صفحة "دمشق الآن" المزورة عن صفحة موالية رسمية تحمل ذات الاسم، التي كتبت جملة من المنشورات: "صحيح أن الجنود الروس انسحبوا من بلادنا لكنهم تركوا في بطون لبوات الأسد أجنة سيكون أحدهم يوماً ما قائداً كبوتين العظيم يركع الإرهاب والعالم عند قدميه".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها