تكتم الاحتلال على خسائره في غزة.. ينهار

لم يعد بوسع جيش الاحتلال السرائيلي التكتم على حجم خسائره. حركة "حماس" في كل يوم تتحدث عما توقعه في صفوفه من قتلى وجرحى. ويظهر انفراط ذلك التكم الشديد منذ الإعلان عن إصابة قائد لواء جولاني، غسان عليان، وهو نبأ كشفته المقاومة الفلسطينية وأكدته صحيفة "يديعوت أحرنوت". فبدا الاحتلال بعدها أكثر راحة وسرعة في الإعلان عن خسائره، حيث لم يستغرق الوقت بين إعلان "حماس" عن قتلها جنديين اسرائيليين ليل الأحد، وتأكيد الجيش الإسرائيلي لذلك سوى ساعة تقريباً. ليرتفع بذلك عدد قتلاه إلى 27 منذ بدء العدوان على غزة.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. قبل يومين أعلنت كتائب القسام أنها أسرت الجندي في صفوف جيش الاحتلال، شؤول أرون، وخرج المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة "حماس"، أبو عبيدة، في مقطع مصور، عرض خلاله صورة لهوية أرون، ورقمه العسكري المتسلسل، ليعلن الاحتلال ليل الاثنين أن أحد جنوده فقد في غزة، ويعتقد أنه في عداد القتلى.

من جهتها، قالت القناة الإسرائيلية العاشرة، إن الجيش يعتقد أن أرون قتل مع ستة جنود آخرين في هجوم على إحدى مركبات الجيش، يوم الأحد الماضي، حيث تعرف الجيش على جثث 6 جنود فقط، وبقيت جثة الجندي السابع مفقودة. وفي هذا السياق، أصدر الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء بياناً قال فيه إن "جهود التعرف على الجندي السابع لا تزال جارية ولم يتم تحديدها بعد".

من جهة ثانية، كان وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، قد وصل إلى القاهرة في وقت متأخر الليلة الماضية إلى القاهرة، في مسعى من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، يصفه مسؤولون أميركيون بأنه "مهمة شاقة".

وقال كيري قبيل إجراء محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون "نحن قلقون بشدة بشأن عواقب مسعى اسرائيل المناسب والشرعي للدفاع عن نفسها". قول كيري، نقلته وكالة "رويترز" عن صحافي أميركي حضر جلسة التقاط الصورة، ولفت إلى أن كيري أضاف "لا يمكن لأي دولة ان تقف موقف المتفرج بينما تهاجمها الصواريخ" في إدانة واتهام واضح لـ"حماس" بالمسؤولية عن الحرب. واستدرك كيري "لكن دائماً -في أي نوع من الصراع هناك قلق بشان المدنيين.. بشأن الأطفال و النساء"، كاشفاً عن أن بلاده ستقدم مساعدات إنسانية إلى سكان غزة قيمتها 47 مليون دولار. ومن المقرر أن يلتقي كيري، الذي سيمكث في القاهرة حتى يوم الأربعاء، مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية المصرية، سامح شكري.

ميدانياً، ارتفعت حصيلة العدوان المستمر منذ 15 يوماً على غزة إلى 604 شهيداً وأكثر من 3500 جريح. وبلغ عدد الشهداء خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية من العدوان 46 شهيداً، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه قصف 120 هدفاً خلال الليلة الماضية، فيما كانت حصيلة الثلاثاء حتى الآن 5 شهداء وأكثر من 70 جريحاً، جراح 8 منهم خطرة، وذلك باستهداف المدفعية الاسرائيلية لمنازل المدنيين.

ودمّر الجيش الاسرائيلي فجر الثلاثاء، ثلاثة مساجد، هي مسجد الأبرار في دير البلح، ومسجد الفاروق في رفح، ومسجد شهداء الزيتون في الزيتون، في حين ذكرت مصادر طبية أن جيش الاحتلال استخدم غازاً ساماً خلال هجومه على القطاع في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء، فيما واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ نحو المدن والبلدات المحتلة، فقصفت بئر السبع وأسدود بعشرة صواريخ.