الثلاثاء 2016/03/15

آخر تحديث: 14:42 (بيروت)

روسيا تبقي صواريخ دفاعية و1000 من جنودها في سوريا

الثلاثاء 2016/03/15
روسيا تبقي صواريخ دفاعية و1000 من جنودها في سوريا
لقطة شاشة تظهر مغادرة المجموعة الأولى من الطائرات الروسية قاعدة حميميم (سبوتنيك)
increase حجم الخط decrease
نفت موسكو، الثلاثاء، أن يكون قرارها المفاجىء بسحب جزء من قواتها الموجودة في سوريا موجهاً ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد للضغط عليه، تزامناً مع استئناف مفاوضات التسوية السياسية في جنيف.

النفي الروسي جاء بعد نفي مماثل من دمشق، ليل الاثنين-الثلاثاء، حيث أصدرت الرئاسة السورية بياناً قالت فيه إنه "منذ إعلان الاتصال بين الرئيسين الأسد وبوتين مساء اليوم، وردتنا استفسارات وأسئلة عديدة حول ما تمّ الإعلان عنه، وروّجت بعض وسائل الإعلام الشريكة بسفك الدّم السوري وبعض مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت لمجموعة من الروايات والتفسيرات والتكهنات الغريبة والبعيدة كلّ البعد عن الواقع والحقيقة، جلّها تحدّث عن أنّ ما حصل يعكس خلافاً سورياً روسياً أدّى إلى قرار تخفيض القوّات، أو أنّه تخلّ روسيّ عن مكافحة الإرهاب في سوريا". وأضاف "إن رئاسة الجمهورية العربية السورية تؤكّد أن الموضوع برمته تمّ بالتنسيق الكامل بين الجانبين السوري والروسي، وهو خطوة تمّت دراستها بعناية ودقّة منذ فترة، على خلفية التطوّرات الميدانية الأخيرة، وآخرها وقف العمليات العسكرية. كما تؤكّد رئاسة الجمهورية أن سوريا وروسيا ما زالتا كما كانتا دائماً ملتزمتين بشكل مشترك بمكافحة الإرهاب أينما كان في سوريا".


ورداً على سؤال حول ما إذا كان قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرجع إلى عدم ارتياح موسكو لموقف الرئيس السوري، أجاب المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف "لا ليس الأمر هكذا"، موضحاً أن بوتين اتخذ قراره استنادا إلى نتائج عمل مجموعة القوات الروسية في سوريا، و"التي حققت المهمات الأساسية المطروحة أمامها في هذا البلد".

وأضاف المتحدث "ببساطة شديدة، لا حاجة حالياً إلى الإبقاء على عدد الطائرات الحربية الروسية السابق في سوريا خصوصاً مع انخفاض كثافة الغارات الجوية"، مؤكداً أن قسماً من العسكريين الروس سيبقون في قاعدتي حميميم وطرطوس.

من جهته، رجّح رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، فيكتور أوزيروف لوكالة "سبوتنيك"، بقاء ما يصل إلى 1000 عسكري روسي في سوريا، بمن فيهم من يؤدون الخدمة في حميميم وطرطوس وأفراد من كتيبة خفر السواحل، وعدد من طائرات الاستطلاع.

في غضون ذلك، عرضت قناة "روسيا 24" الرسمية، الثلاثاء، صوراً لجنود في قاعدة حميميم في اللاذقية وهم يحملون معداتهم على متن طائرة "إليوشن إي ال ـ 76" للنقل الثقيل لإعادتها إلى روسيا.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد ذكرت في بيان أن "تقنيين بدأوا بتحضير الطائرات لرحلات طويلة المدى إلى قواعدها في روسيا"، وأن القوات العسكرية تقوم بتحميل معدات وتجهيزات على متن هذه الطائرات، على أن تكون هذه "أول مجموعة من الطائرات الحربية الروسية التي تغادر قاعدة حميميم الجوية في سوريا، حيث بدأت رحلة العودة إلى الوطن". وبحسب البيان، شملت المجموعة الأولى قاذفات مقاتلة من طراز "سوخوي-34".

ولا يزال من غير الواضح إذا ما قررت موسكو على إبقاء منظومة الصواريخ المضادة للطائرات "أس 400" في سوريا، التي نشرت كرد على إسقاط قاذفتها من قبل تركيا أواخر العام الماضي، حيث أعلن الكرملين أنّ "الجيش الروسي سيحتفظ بأحدث أنظمته للدفاع الجوي في سوريا"، من دون أن يؤكّد نوعها. وكان رئيس المكتب الرئاسي في الكرملين، سيرغي إيفانوف، قد رجّح إمكانية الإبقاء على هذه الأنظمة في سوريا "لفترة زمنية محددة".

وقال أوزيروف: "عندما يتبين لهيئة الأركان العامة ووزارة الدفاع أن مسار الحل السياسي يسير بنجاح وأن الجيش السوري قادر بنفسه على تدمير جيوب الإرهاب في سورية حينها ربما نفكر بموضوع منظومات إس 400". وأكدت وزارة الدفاع، من جهة أخرى، أنها ستواصل الطلعات الجوية على مواقع "التنظيمات الإرهابية" في سوريا.

إلى ذلك، وصف المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الخطوة الروسية بـ"التطور المهم" لتزامنها مع انطلاقة الجولة الجديدة من محادثات السلام السورية في جنيف. وأعرب دي ميستورا عن أمله بأن يكون للقرار الروسي "تأثير إيجابي على سير المفاوضات في جنيف، والتي تهدف للتوصل إلى حل سياسي للصراع السوري، والانتقال السياسي السلمي في البلاد"، على حد قوله.

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، قرار روسيا بأنه "إشارة ايجابية لوقف إطلاق النار" في هذا البلد.

وكان البيت الأبيض قد ذكر في بيان صدر، في وقت متأخر من ليل للإثنين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما قد تحادثا هاتفياً "الليلة الماضية" حول الأزمة السورية وسحب جزئي للقوات الروسية.

وأضاف البيان أن أوباما "رحب بتقليل العنف منذ بدء وقف الاقتتال"، ولكنه شدد على أن "مواصلة الأعمال القتالية من جانب قوات الحكومة السورية تهدد بتقويض جهود العنف". واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، أنه "من السابق لأوانه التكهن بالتداعيات المحتملة لقرار سحب القوات الروسية من سوريا على المفاوضات الجارية في جنيف".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها