الخميس 2014/04/24

آخر تحديث: 03:48 (بيروت)

عون: نعم أستطيع

الخميس 2014/04/24
عون: نعم أستطيع
عون: أنا مرشح توافقي وقوي (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
إرتاح العونيون الى مجريات جلسة الأربعاء. دخل النائب ميشال عون إلى القاعة متفرجاً على سقوط ترشيح سمير جعجع. إنتظر جثة أن تمر في نهر المجلس النيابي. شحذ لذلك كل العدة المطلوبة، ليس أدل على الحرب الشعواء التي خاضها سوى أن من أسقط ما سمي بالأرواق الحمراء كانوا من عداد تكتل "التغيير والإصلاح" تحديداً، إضافة الى حضور ترايسي شمعون شخصياً. بعد إنتهاء الجولة الأولى يتبع عون سياسة: لا خيار سوى الرئيس القوي التوافقي .. لا خيار سوى أنا.
 
التوافق بنظر العونيين يعني رئيس تسوية قادر على الجمع والوقوف في الموقع الوسطي. كثر تنطبق عليهم هذه الصفات، لكن العونيين يرفضون كل هؤلاء. "نريد رئيساً توافقياً بالتأكيد، لكن ليس على حساب المسيحيين ولا على حساب الموقع الماروني". يختصرون: "نريد رئيساً توافقياً وقوياً في الآن معاً".
 
من تنطبق عليه هذه الثنائية في لبنان هو فقط ميشال عون. المعركة الأخيرة المستترة بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"14 آذار"، ترى مصادر "التيار" أنها خيضت على أساس محاولة نزع صفة التوافقية عن عون. محاولات تعتبر المصادر أنها لم تقدم ولم تؤخر خصوصاً أن خطوط التيار مفتوحة على "تيار المستقبل" على مصراعيها إضافة إلى جميع الأفرقاء في الداخل اللبناني، والدول الأقليمية والدولية المؤثرة، والتيار أثبت مؤخراً قدرته على لعب هذا الدور بكفاءة.
 
لا يسقط العونيون من حساباتهم موقف بكركي. يدركون أنها تفضل مرشحاً توافقياً قادر على الجمع. يرون أنها صفات تنطبق على عون تحديداً ان كانت بكركي صادقة في تأييدها لمرشح قوي وليس ضعفياً. كلام الراعي مؤخراً يعتبرونه مريحاً للرابية وساكنها، والعبرة في الأيام المقبلة.
 
في حسابات الورقة والقلم يعتبر العونيون أن الأوراق البيضاء اضافة إلى الأوراق الـ7 الملغاة حددت الكتلة التي سينطلق منها عون إلى المعركة. يعتبرون أن 57 صوتاً مؤمناً (27 نائباً لتكتل الإصلاح والتغيير 13 لحزب لله 13 للتنمية والتحرير و4 للقومي والبعث). وفق هذه الحسابات، يحتاج عون إلى 8 أصوات لحسم المعركة في دورتها الثانية. يعوّل تحديداً على الرئيس نجيب ميقاتي والنواب: محمد الصفدي وأحمد كرامي ونقولا فتوش وميشال المر ونائلة تويني لإقناعهم، ليبقى بحاجة فقط إلى نائبين يمكن تأمينهم مباشرة أو مناورة بإيعاز من "تيار المستقبل" أو غيره، من دون أن يظهرا على أنهما مؤيدان لعون.
 
هذا السيناريو المتداول، يقابله آخر أكثر تشدداً وتفاؤلاً داخل "التيار الوطني الحر" يقول إن عون يرفض الوصول الى بعبدا بأصوات النصف + 1 حصراً. عيناه تتطلع الى أكثرية الثلثين وان كان لا حاجة لها في الدورات اللاحقة. برنامج عون غير المعلن الذي يدور حول مفهوم التوافق، يحتاج الى توافق يعبر عنه بالأصوات والعدد وفي صندوق الإقتراع، وهم لذلك يعوّلون على حرق جعجع كلياً ويبررون الحملة عليه الأخيرة التي نبشت فيها القبور بأنها تأتي في هذا السياق خصوصاً محاولات إحراج المستقبل ضمن بيئته السنية والطرابلسية، لكن هل هذا التصرّف يُعبّر عن روحية التوافق العونية، المستجدة؟ 
 
سيناريو التوافق العريض الذي يتحدث عنه بعض العونيين، يجنح في بعض منه صوب الخيال أكثر. هناك من يتحدث عن زيارة مرتقبة إلى المملكة العربية السعودية قبل الأربعاء المقبل، يعود منها رئيساً للجمهورية وفي الطائرة نفسها الرئيس سعد الحريري، لتصب أصواب كتلة "المستقبل" بعد ذلك عند عون.
 
يثق "التيار الوطني الحر" بسيناريوهاته، الحلم قاب قوسين أو أدنى. لا يرون في بعض ما يسردون مجرد أضغاث أحلام قد تنقلب رأساً على عقب لمصلحة رئيس تسوية بإيعاز دولي. حتى في هذا الشق يتحدثون عن غطاء أميركي ومؤشرات الى تأييد من تحت الطاولة له. وواقع حاله يُكرر شعار حملة الرئيس الأميركي باراك أوباما: yes we can. نعم نستطيع.
 
وإن لم يكن هذا الأربعاء فالأربعاء الذي يليه، لأن الجميع سيدرك صعوبة وصول مرشح مواجهة مثل جعجع إلى رئاسة الجمهورية. وفي الإنتظار، يدرس العونيون كل الإحتمالات الممكنة ومن بينها "عدم جدوى عقد دورة أخرى طالما الجميع متمترس خلف موقفه". هل ستؤمنون النصاب؟ يقولون: "لنرى ما ستحمله الأيام المقبلة".
 
بين أحلام العونيين شيء من الحقيقة نتيجة ما تعاني منه المنطقة وخلط الأوراق أقليميا ودولياً وداخلياً. كثرة التفاؤل خطر، خصوصاً في ملف رئاسة الجمهورية وتحديداً في لبنان، والإكثار من الأمل قد يجر الخيبات، ورفع التوقعات والتحدي قد ترتد عكس المشتهى. زمن الأرثوذكسي لا يزال حاضراً. 
increase حجم الخط decrease