الأحد 2014/04/20

آخر تحديث: 03:09 (بيروت)

تمديد إجازة 'البرنامج'.. حرصاً على الانتخابات!

الأحد 2014/04/20
تمديد إجازة 'البرنامج'.. حرصاً على الانتخابات!
باسم يوسف.. السياسي رغماً عنه
increase حجم الخط decrease
 كل حلقة جديدة لباسم يوسف حدث، حديث في الفكاهة والسياسة معاً. ومع غياب كل الأصوات المحسوبة على 25 يناير، التي كان مصيرها إما السجن أو الإقصاء من شاشات التلفزيون وعودتها إلى مكانها الآمن..الإنترنت، لم يبق غير يوسف معبّراً عن هذه الفرقة "الناجية" والتي تملك قدرة متجددة على نقد ذاتها وتصويب آرائها.. وهذا ما ظهر جلياً في "موقعة" المقال المسروق لباسم وما تلاها من ردود أفعال واعتذارات. لكن هذه الفرقة الناجية لم تعد ذات تأثير شعبي على نطاق واسع كالسابق. ومع سيناريو وأد الثورة الذي يسير بنجاح، لم يعد في الأجواء من معبّر عنها غير نافذة "البرنامج".
 
ورغم الانتقادات التي لاحقته في العودة الثالثة على شاشة MBC وتحاشيه السخرية من السيسي بالصورة العنيفة والمباشرة التي غلّفت نقده لنظام سلفه محمد مرسي، يبدو باسم يوسف وكأنه يحسب خطواته في هذه المرحلة، مركزاً على انتقاد إعلاميي السلطة والطبالين للنظام الحالي. لكن، استطراداً، أليس في هذه الانتقادات سخرية مستترة من السلطة ورأسها؟ أليس يوسف رمز الفكاهة التي تنتقي جمهورها، وتعرف كيف تمر من بين خطوط الغضب الشعبي الذي تظاهر أمام مسرحه مرات عدة لأنه تجرأ وانتقد المشير ذاته؟
 
المهم، أن الواضح هو عودة المجموعات الثورية إلى مقرها الآمن في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وعودة يوسف إلى جمهوره الأول.. أنصار الثورة. وكل هذا الجدل والهجوم الذي يلقاه "البرنامج" من مختلف الإعلاميين – ورغم انخفاض سقفه عن المرحلة السابقة - دليل على أن تأثير باسم ما زال فاعلاً. وأن عيون رجال السياسة ما زالت على الشاشة، كل يوم جمعة، لمعرفة من ستطاوله سخرية باسم ومن سينجو. ووصل تأثير يوسف إلى حدّ اعتقاد البعض بأنه وبرنامجه من أسباب تأخر ترشح السيسي!
 
يتوقف "البرنامج" لإجازة، أشار إليها باسم يوسف قبل أسابيع لإسكات الإشاعات حول إيقافه مرة أخرى،. لكن الإجازة السنوية ليست هي ما يستحق التوقف عنده، بل تمديدها من قبل إدارة "أم بي سي" إلى ستة أسابيع، وذلك "ضمن إطار حرصها على حسن سير الانتخابات الرئاسية في مصر، واحترامها لمسار العملية الانتخابية فيها، وسعيها إلى عدم التأثير في توجّهات الناخبين المصريين والرأي العام"، كما ذكرت القناة في موقعها الرسمي.
 
إنها خطوة من شأنها أن تفسر الكثير مما حدث ويحدث في كواليس الإدارة الإعلامية، وارتباطها بالواقع السياسي المصري الراهن.
باسم يوسف يسخر بتحفظ، لكن تأثيره في الرأي العام يتجاوز تأثير برنامج ترفيهي، وهذا واضح من كمّ الدعاوى القضائية المرفوعة عليه من العديد من الجهات والأشخاص، سواء كانوا طالبي شهرة، أو الانتقام من الإعلامي الطبيب و"الإفيهات" التي يطلقها فتصير من نسيج الشارع اليومي –حتى من قبل رافضيه- والمتنفس الوحيد في مجال عام يوشك أن يُغلق على المداحين والمسبحين بحمد الجيش ورجُله.
 
كان لزاماً أن يصمت يوسف في هذه الفترة الحرجة، مع الكوميديا المتوقعة في هذه المسرحية الهزلية المعلومة بالضرورة نهايتها، ليجنب قناته الحرج مع السلطة المصرية. كان لزاماً أن يتوقف البرنامج في هذه الفترة حتى "تعدي على خير"، ولا خير من الممكن أن يمر في وجود "أراجوز" بقوة أرشيفية ضاربة، لا يترك زلة إلا ويقيمها مهرجاناً يجلد فيه المزيفين. اختارت "أم بي سي" إذن الطريق الآمنة، حتى لا تغضب لجنة الانتخابات الرئاسية فتخرج بواحدة من أعاجيبها كأن البرنامج يؤثر في سير العملية الانتخابية، فيواجه باسم ورفاقه، بالتالي، حكما قضائيا. هل تبدو مثل هذه التوقعات من المبالغة أو الخيال؟ الحكم على أحمد دومة ورفاقه، خير دليل على أن هذه السلطة لا تقف عند حد، ونحن محكومون بغبائها وسلطويتها الحمقاء لفترة مقبلة.
 
كل محاولات باسم يوسف التأكيد بأن يرنامجه ترفيهي، راحت أدراج الرياح، فهو سياسي رغماً عنه، والعامان الماضيان دليل، والتوقف الطويل دليل أكبر على الخوف من تأثيره في اللحظة الراهنة.
increase حجم الخط decrease