'شارلو' وجوهرة البحيرة

تستضيف "المدن"، كل خميس، مساهمات محبّي التصوير، من هواة ومحترفين وطلاب.  
رئيس قسم التصوير في "المدن"، علي علوش، يستقبل الصور على بريده الإلكتروني: ali.a@almodon.com
مجموعة اليوم بكاميرا الزميلة الصحافية دينا أبي صعب، المقيمة في سويسرا، وهي تقدمها بكلماتها:

كمدن الأحلام السعيدة تشرف مدينة "Vevey" السويسرية على بحيرة ليمان الواسعة، التي تفصلها عن الضفة الفرنسية المقابلة، والمرسومة بسلسلة جبال الألب المكللة بثلوجها الأزلية.
طبيعة خلابة تنسجم مع هدوء المدينة الذي لا يكسره سوى تصفيق أجنحة النوارس، وخطوات المارة الهامسة على رصيف المدينة الممتد على الضفة. نزهة على هذا الرصيف، نقلتها عين الكاميرا بأمانة، بكل ما فيها من سكون لا يعترف بالوقت. رواد الرصيف يهابون الفوضى، يتنقلون بخطى هامسة خوفاً من كسر هالة المكان الخيالي الضاج بالحياة والصمت وروائح الأزهار ورطوبة الماء الباردة على أبواب الربيع السويسري المنعش.
على تلة فوق المدينة اختار شارلي شابلن أن يختم حياته المبدعة الغامضة. استقر مع عائلته في بيت متواضع، تحيطه حديقة، منها يمتد النظر الى ما لا نهاية. فرّ من الولايات المتحدة ومن بلده الأم بريطانيا، بعد اتهامه بالانتماء للشيوعية، وعاش أكثر من 25 عاماً في سويسرا حتى وفاته في ليلة الميلاد العام 1977 عن عمر يناهز 88 عاماً.
تذكرته المدينة التي تنتظر افتتاح "متحف شابلن" صيف 2015، بساحة خلابة تتوسط الرصيف الممتد على ضفة البحيرة، استقر في وسطها تمثال "شارلو"، الرجل الطيب الذي لم يتمكن برود المعدن من اختراق حرارة الحب المنبعثة من معالمه.
قد يسمع القارئ العربي بجمال مدن بحيرة ليمان، ومنها جنيف ولوزان ومونترو المجاورة، وفي المقابل إيفيان -  مدينة المياه الفرنسية الشهيرة. لكن لـ Vevey سحر المدن الصغيرة، المتخفية بصمت، تماماً كالحجارة الثمينة.