الخميس 2014/04/17

آخر تحديث: 01:17 (بيروت)

يوم الأسير الفلسطيني.. عذاب 5 آلاف عائلة

الخميس 2014/04/17
يوم الأسير الفلسطيني.. عذاب 5 آلاف عائلة
سلطات الاحتلال أعدت 22 سجناً ومعتقلاً جلها في مناطق صحراوية أو باردة (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
في السابع عشر من نيسان من كل عام، يحتفل الفلسطينيون في غزة والضفة والداخل المحتل، بيوم الأسير الفلسطيني. هو يوم اختاره الفلسطينيون لإعلاء الصوت تضامناً مع الأسرى، ولتذكير العالم بأن هناك 5 آلاف معتقل فلسطيني يرزحون في زنازين الاحتلال، إذ شهدت مناطق متفرقة من غزة والضفة، مسيرات واعتصامات وطنية بذكرى يوم الأسير، شاركت فيها كل الفصائل الإسلامية والوطنية. بحضور أسر الأسرى والشهداء ومتضامنين مع الأسرى وباحثين في قضايا الدفاع عنهم.

وتشارك نحو 40 إذاعة فلسطينية محلية في كل من الضفة والقطاع، بموجة بث إذاعية مشتركة، تقودها "إذاعة صوت الأسرى" الوحيدة المختصة فلسطينياً بالأسرى وبمتابعة قضاياهم، والتي تعمل كحلقة وصل وربط بين الأسرى وذويهم في خارج السجون.
 
ومن المقرر، أن يُلقي، أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب "عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، كلمة في موجة البث الإذاعي، يتوقع أن يجدد فيها التأكيد على خيارات المقاومة في التعامل مع بقاء الأسرى في السجون، وهو خيار خطف وأسر جنود الاحتلال.
 
وكانت سلطات الاحتلال قد أعدت 22 سجناً ومعتقلاً، جلها في مناطق صحراوية أو باردة. المراد بذلك أن يُهان الأسير وكرامته. لكن النضالات والانجازات التي استطاع الأسرى تحقيقها من خلال إضراباتهم المتعددة عن الطعام، أنتجت ظروفاً معيشية أحسن من ذي قبل. 
ووفق إحصاءات رسمية فلسطينية، فإن 5 آلاف أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال، بينهم 20 أسيرة، و 235 طفلاً دون سن الثامنة عشر، ومنهم 1400 أسير يعانون أمراضاً مختلفة، و170 على الأقل بحاجة إلى عمليات جراحية ضرورية وعاجلة، حيث أن السرطان أصاب 25 أسيراً بشكل موثق، غير أن أسرى آخرين يشكون من أعراض مشابهة ، لا تقدم إسرائيل لهم الرعاية الطبية، تتعمد إهمالهم طبياً للنيل منهم. ويقول مسؤولون فلسطينيون لـ"المدن" إنه إذا أجرت منظمة الصحة العالمية فحوصا حقيقية على الأسرى ستجد أن نصفهم على الأقل أصيبوا بأمراض.
 
أشكال الاعتقال متعددة، لكن الاعتقال الإداري –دون محاكمة- هو أسوأها، يترك 183 أسيراً في السجون الإسرائيلية دون تحديد موعد للافراج عنهم. يتحكم فقط مزاج ضابط الأمن في تمديد إعتقالهم إدارياً. ويتعمد غالباً أن يبلغهم بالتمديد قبل دقائق من انتهاء فترة الاعتقال الإداري السابقة.
 
ولكل أسير فلسطيني، قصة وحكاية. كُثر داخل السجون، محرومون من أبسط حقوقهم، ومن زيارة ذويهم والاتصال بهم. 476 أسيراً فلسطينياً محكومين بالمؤبدات (المؤبد الواحد للمعتقل الفلسطيني الأمني 99 عاماً)، تلك الأحكام الصادرة بحق الأسرى، لا تعطيهم أي حق من حقوقهم كأسرى حرب. الاحتلال يرفض التعامل معهم على هذا الأساس، لكن خطوة السلطة الفلسطينية الأخيرة بالانضمام إلى اتفاقيات جينيف الأربع قد تقدم حلاً لهذه الإشكاليات. أسرى الحرب لهم حقوق كثيرة، مُحرم على الأسير الفلسطيني حتى التفكير بها.
 
ويبقى أخطر ما يواجه الأسرى في سجون الاحتلال هو التعذيب، لكن توثيقه صعب في ظل عدم السماح غالباً بإجراء فحوص طبية للأسرى، خارج عيادات السجون، التي يطلق عليها الأسرى "المسالخ"، أو مشافي إسرائيلية خاصة ليس فيها إلا تكبيل الأسرى على أسرة الشفاء.
 
وفق تقديرات، نادي الأسير، فإن 95 في المئة من الأسرى الفلسطينيين، يتعرضون لصنوف التعذيب منذ لحظة اعتقالهم حتى نقلهم إلى مراكز التوقيف والتحقيق الإسرائيلية، ولا يقتصر التعذيب على الاعتقال والتحقيق، بل يتعداه إلى الحياة اليومية، إذ يعيش عدد من الأسرى في غرف مغلقة ومعزولة عن العالم، يتجمعون في "الفورة" وهي وقت مستقطع منتصف النهار للفسحة والالتقاء بين الأسرى. لكن السجان الإسرائيلي ينغص حياتهم اليومية ومعيشتهم عبر الاقتحامات والتفتيشات.
 
لا يمر أسبوع، إلا ويتم تسجيل اقتحام وقمع للأسرى من قبل وحدات السجون  الخاصة، المدربة تدريباً عالياً على قمع الأسرى. في العام المنصرم سقط 5 شهداء من أبناء الحركة الوطنية الأسيرة، منهم 3 داخل السجون، وأسيران استشهدا بعد الإفراج عنهما نتيجة للإهمال الطبي.
يقبع في السجون الإسرائيلية، 30 أسيراً منذ ما قبل اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، هؤلاء بينهم أسرى من الداخل المحتل، رفضت إسرائيل في 29 آذار/مارس الماضي الافراج عنهم، وتُصر اليوم على إبعادهم إلى غزة للإفراج عنهم. فيما تصر السلطة على خروجهم إلى الداخل المحتل وتربط تمديد المفاوضات المتوقفة مع إسرائيل بالإفراج عنهم كشرط أول.
 
increase حجم الخط decrease