الخميس 2014/04/17

آخر تحديث: 01:46 (بيروت)

بوتين ينذر أوكرانيا بحرب أهلية

الخميس 2014/04/17
بوتين ينذر أوكرانيا بحرب أهلية
بوتين: عدم إجراء حوار مع السكان الناطقين بالروسية هو جريمة خطيرة (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
أخيراً، اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن القوات الروسية نشطت في القرم لدعم قوات الدفاع المحلية. مما يجعله الإعتراف الرسمي الأول، بنشر قوات روسية على شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود، بعدما كانت روسيا قد نفت مراراً، تواجدها العسكري هناك. 
 
اعتراف بوتين جاء عبر لقاء تلفزيوني، أجاب فيه على أسئلة المشاهدين، وقال في معرض رده: "كان علينا اتخاذ خطوات لا يمكن تجنبها كي لا تتطور الأحداث مثلما تتطور حالياً في جنوب شرق أوكرانيا... بالطبع قواتنا وقفت وراء قوات الدفاع الذاتي في القرم".
وعلى الرغم من أن الرئيس الروسي، خلال البرنامج التلفزيوني، بدا متأكداً من أن روسيا وأوكرانيا، يمكن أن تتوصلا إلى تسوية، عقب ضم موسكو لمنطقة القرم، إلا أنه شجب محاولات كييف استعادة السيطرة على شرق البلاد من أيدي الإنفصاليين، محذراً من أن عدم إجراء حوار مع السكان الناطقين بالروسية هو "جريمة خطيرة". كما نفى وجود قواته في شرق أوكرانيا، واصفاً تلك المزاعم بالـ"هراء". 
 
 لكن الأبرز مما قاله بوتين في اللقاء التلفزيوني، كان التحذيرات الخطيرة التي أرسلها إلى كييف. بوتين حذّر قبيل لقاء الرباعية الدولية المرتقب بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الخميس، من أن أوكرانيا على شفا حرب أهلية. جاء ذلك عقب الإعلان عن إرسال حكومة كييف لقوات إلى شرق البلاد لمواجهة الانفصاليين. وقال الكرملين في بيان أصدره حول محادثة هاتفية بين بوتين والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل "أشار الرئيس الروسي إلى أن تصاعد الصراع وضع البلاد بالفعل على شفا حرب أهلية".
 
من جهته، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، الأربعاء، في مقابلة تلفزيونية، إنه "في كل مرة تتخذ فيها روسيا اجراءات تهدف الى زعزعة استقرار اوكرانيا وانتهاك سيادتها ستكون هناك عواقب" متهما الروس بأنهم "بالحد الادنى، دعموا ميليشيات غير حكومية في جنوب أوكرانيا وشرقها".
 
ووصل دبلوماسيون من أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، إلى العاصمة السويسرية، لإجراء محادثات طارئة بحثاً عن مخرجٍ لخفض حدة الأزمة الأوكرانية، يوم الخميس. وعلى الرغم من أن بوتين وصف المحادثات بالـ"مهمة جداً"، إلا أن الحديث عن أي اختراق فيها يبدو مستبعداً في ظل استمرار أعمال العنف الدامية شرق البلاد، وفشل الجيش الأوكراني في استعادة السيطرة على مناطق باتت بأيدي متمردين موالين لروسيا. 
 
وزير الخارجية الأوكراني طالب موسكو، قبيل المحاثات في جنيف، بسحب قواتها من الحدود الشرقية لأوكرانيا و"الامتناع عن دعم الأنشطة الإرهابية في الشرق" وتقديم ضمانات بشان القرم التي ضمتها ضمتها موسكو في اذار/مارس. وقال رداُ على دعوة موسكو لإرساء نظام حكم فيدرالي في بلاده، بالقول "يعود لاوكرانيا وللحكومة الاوكرانية وللشعب الاوكراني اتخاذ قرار في هذه المسائل".
 
في المقابل، هاجم الانفصاليون المسلحون، يوم الأربعاء، قاعدة للحرس الوطني الأوكراني في ميناء ماريوبول. وقال وزير الداخلية الأوكرانية إن مجموعة مسلحة تضم 300 شخص هاجمت قاعدة لقوات الحرس الوطني في ماريوبول بالبنادق والقنابل الحارقة. وأضاف أن ثلاثة انفصاليين قتلوا في اشتباك اندلع عقب ذلك وأصيب 13 آخرون. وقال أيضا "بالنظر إلى الطبيعة العدوانية للهجوم على القاعدة فقد تم تعزيز مجموعة تابعة لوزارة الداخلية بقوات خاصة. وتم ارسال طائرات هليكوبتر". يأتي ذلك في ظل تكبد القوات الأوكرانية هزائم متتالية، أخرها كانت حول مدينة سلافيانسك، حيث سيطر مسلحون انفصاليون، على ست آليات للجيش الأوكراني، ورفعوا فوقها الأعلام الروسية وانضموا بها الى المجموعات المسيطرة على المدينة. 
 
وفي كييف، يطلق على المسلحين الإنفصاليين الموالين لروسيا، اسم "الرجال الخضر" على سبيل السخرية، وهم ممن يلبسون بدلات عسكرية من دون شارات مميزة. وتؤكد كييف أن هذه المجموعات هي لجنود من قوات النخبة الروسية، على غرار المجموعات التي نشطت في القرم قبل ضمها الى روسيا في أذار/مارس.
 
في السياق ، قالت وزارة الخارجية اليابانية، يوم الخميس، إن طوكيو أرجأت زيارة وزير خارجيتها لروسيا، والتي كانت مقررة في وقت لاحق هذا الشهر. التأجيل يأتي قبل زيارة دولة مرتقبة، يقوم بها الرئيس الأميركي لليابان من 23 إلى 25 نيسان/إبريل، حيث يتوقع أن تناقش الأزمة الأوكرانية في قمة مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. اليابان كانت قد انضمت إلى دول أخرى في مجموعة الدول السبع الغنية، في فرض عقوبات على روسيا، بعد ضمها لشبه جزيرة القرم .
 
increase حجم الخط decrease